10 أكتوبر 2013

قورح الغني و لعازر المسكين

انا لعازر
صنعت لنفسي مظلة من رث للثياب و افترشت الارض على مقربة من قصر عظيم. سبحان الهي مغير الاحوال. كان مسكني هناك داخل هذا القصر الكبير اذ كنت طباخا لقورح فاصبحت بلا مأوى بسبب قروحي..
يُعرف عني طيبة القلب ! اعرف عن نفسي طيبة القلب، سمّه ان شئت ضعف القلب. لم ارد ّ احدا في حياتي خائبا. من نافذة المطبخ هذه كثيرا ما القيت طعاما للعابرين من المعوزين. قورح كان يعلم و كان يرضى عما افعله. كان يحرص على الا يعكر مزاجي فيخرج طعامه من بين يديّ رديئا، قلّ نضجه، زاد نضجه، كاد يحترق، اختلت موازين خلطه. يا للايام، ألقاني الى الشارع رغم تأكيد الحكيم حاييم له بأن قروحي لا خشية منها و انها ستشفى مع الوقت. هكذا الدنيا يوم لك و يوم عليك. لولا طيبة حاييم و حنوه لهلكت جوعا.
و الحيوان، كلب قورح! يأتيني كل يوم و ذيله يهتز بالسرور الشديد و لسانه لا يكف عن لعق يديّ و قدميّ كما كان يفعل في القديم، لا زال يفعل ذلك الان غير متقزز من قروحي، يطيبها و يخفف من الامها بلعابه.
زودني حاييم من بيته - ليباركه الله - بغطاء صوفي سميك و فرش ووسادة، في البداية زودني ايضا بجرار طعام صغيرة من خير بيته ثم نسيني و كأن الذي اعطانيه سيظل محفوظا عندي بقية العمر. اخجل من ان اطلب منه طعاما. اهون عندي ان اسأل العابر الذي لا اعرفه من ان اسأل صديقا قديما و اذل امامه، عشت عمري مستورا شبعانا.
***
انا حاييم
يدعوني الناس حكيما فأنا طبيب. مداواة الناس مهنتي.. انها صورة لعازر المسكين التي تثقل ضميري. كادت قدميّ تتعثر فيه في الظلام و قد قاربت بيت قورح. صاح بي في ضعف:
- سيدي حاييم..
- لعازر؟
- نعم لعازر.
- كيف حالك الان؟
لا علم لي. لا زالت قروحي كما هي. بل هي تتسع.
- و الدهان الذي اعطيته لك؟
- استخدمته كما امرت مرتين كل يوم، و لا اقرب الماء من جسدي كما اوصيت، و احاول المستحيل الا احك جلدي.. لكن هذا الم ممض.
- اعتذر يا لعازر. لا استطيع فحصك الان فالضوء ليس بكاف. لكن الصبر.
- الصبر؟ هو صبر ايوب اذن!
- ليكن كصبر ايوب. تذكر ان الله تذكره بالخير في النهاية.
- لست ايوبا يا سيدي حاييم. ان سألتني عما اشتهيه فاني اشتهي الموت.
- لا. لن تموت. بل ستشفى باذن الله و ستعود الى وظيفتك.
رد و رائي في اسف:
- وظيفتي؟
و سألت الرجل عن طعامه فلم يجب. و تلى صمته نهران من الدموع سالا على خديه لم يمنعهما..

- تبكي يا لعازر! لا تبك. اياك ان تنام حتى انصرف عن حفل قورح. سأكون اول المنصرفين، فحفلات قورح عبء على نفسي كما تعلم.
***
انا قورح
صديقي حاييم اصبح ثقيل الظل هذه الايام. اذ لا موضوع عنده يحادثني فيه كلما لقيته سوى موضوع لعازر المقروح. احاول دوما ان اغيّر وجهة الحديث.. يحاول دائما ان العودة بحديثنا الى موضوع لعازر. ماذا يريدني ان افعل؟ يريدني ان استخدم انسانا اجربا قذرا؟ و اين؟ في مطبخي لآكل من يديه. لا... هذه مبالغة مني. فالذي يطلبه حاييم ليس ان ارد لعازر بل ان اعوضه عن مدة خدمته في بيتي. ان اصرف له راتبا يأكل منه... لولا عداء الوالي لي لكنت طردته من شارعي بل من البلدة كلها: الوالي يشجعه على البقاء لصق اسواري نكاية بي. حتى انت يا حاييم و انت صديقي تشجعه على ذلك حتى اقطع له راتبا! سأقطع له رأسه ان استطعت...
***
انا سونتا
استلمت مكان لعازر كطباخ لقورح. ابدى قورح ولاول مرة استحسانه بما اصنع له. منذ ايام جاءني احد خدام مائدته و كنت منذ الساعة قد انتهيت من اعداد غذائه و اخبرني ان سيده يريد ان يراني. عندما امتثلت بين يديه كان مبتسما راضيا و شفتاه لامعتان بدهن ما اكل، و بعض الفتات عالق بشعر شاربه و ذقنه.
- سونتا. انظر. لقد انهيت على الوعاء جميعه وحدي!
سررت للغاية بما اسمع
- هنيئا لك يا سيدي قورح.
- ليس ببعيد ان تملأ مكان الدنئ لعازر ملئا كاملا.
هذا احلى كلام. و يوم المنى ان اخذ راتب لعازر و شهرته. و يوم المنى ايضا الا اراه. اتجنب رؤيته فرؤيته اصبحت ثقلا على نفسي و على ما تبقى من ضميري. يوم طرده سيدى يوم انهارت نفسه، واصبح كأهل الطريق: شتاما شرسا عندما يضايقه الصبية و يعايرونه بما لحق به. اضف الى ذلك كلاب القصر التي تعرف بالطبع صديقها القديم و لا زالت تقصده و هو مطروح لصق الحائط متعشمة ان يلقي لها بطعام كما كان يفعل دائما. و اذ لا تجد منه غير تربيته بحنو على رؤوسها تكافئه بلعق قروحه، تفعل ذلك لاوقات طويلة و لعازر يرحب بذلك و يشجع عليه. لعازر وجد في عالم الحيوان الاخلاص و الوفاء.
تحسن و تغير لعازر كثيرا في الايام الاخيرة. اصبح باشا مبتسما لكل من يقربه. اكثر من مرة و انا مار امامه عن بعد اجد الصبية قد آنسوا اليه ووقفوا ليس ببعيد منه يتحدثون اليه. رأيت مرة ام احدهم و هي تنزعه نزعا من امامه منتهرة موبخة ان لا يقترب من هذا الاجرب، فتقبل لعازر اهانتها بابتسامة هادئة:
- لعازر. هل رأيته اخيرا؟
سألني احد الخدام معي في القصر يوما.
- لا. لم اره. ماذا في امره؟
- الرجل قد اصبح مثل رجال الله الصالحين. لا شتائم. لا كدر. لا صراخ في المارةكما كان يفعل. لا تذمر. و هو يحادث من يقبل الحديث معه من الناس عن الله.
- اتحادثه؟
- لا احادثه. اقف عن بعد و اراقبه. كيف احادثه و قد نهانا قورح عن فعل ذلك؟
- و ماذا عن قروحه؟
- قروحه هي هي.
- استراحت نفسي لما تسمع. ان ذهبت قروح لعازر ستذهب معها وظيفتي. قد يعيده قورح تحت الحاح حاييم. اخلاق لعازر لا تهمني في شئ. اصبح من رجال الله او من رجال بليعال لا يهمني ذلك..
 لكنني مرة، و قد حان الغروب و لم اكن ببعيد عن موقعه عند مروري به، سمعته يناديني بصوت مبحوح مريض..
- سونتا. سونتا. اسمع صوتي. انصت لي. اريدك في امر. سونتا..
فالتفتُّ اليه لاجده ملقى فيما تبقى من ضوء النهار على ظهره، و ذراعاه من الضعف قد ارخاهما على جانبيه في ضعف شديد. اقتربت و ملت عليه استوضح.
- سونتا. اموت. اذهب ليعوضك اله ابراهيم و ابلغ حاييم بالامر، لم اره لاسبوعين.
امام رجل يموت، حتى و ان كنت وثنيا، لابد ان اسمع و ان اطيع. لا اكتمك لقد تحرك قلبي من نحوه.. و ذهبت لحاييم و عاد معي لرؤية لعازر.
و فحصه حاييم. امسك رسغيه للحظات، ثم ضغط باحدى يديه على جبهته ثم برفق على عنقه، ثم بكلتا يديه على بطنه. اخذ ذلكوقتا. ثم وقف حاييم و قد كان منحنيا على لعازر و اخذ يتأمله متفكرا و انا واقف بجاوره ومصباح في يدى.. و سألته:
- ماذا تظن؟
- لا اظن شيئا الان. سآخذه الى بيتي. لعنة الله على قورح فقد تسبب في كل ذلك. الرجل كما ترى يموت.
- لم تلعن الرجل؟ وموتنا و حياتنا بيد الله!
فظهر الغضب على وجه حاييم و صاح بي:
- انت! ألم تش به؟ ألم تلعب دورا قذرا للحصول على وظيفته؟
- ولائي لسيدي قورح يعلو كل شئ. ألست تطلب ذلك من رجالك؟ كيف يمكنني ان اترك رجلا مقروحا امامي يعد طعام سيدي؟
- مع العافية كان يمكن ان يبرأ. الان مع الضعف و سوء العناية و الغذاء هو يموت. هل ستساعدني على حمله ام لا؟ ركائبي ليست بعيدة.
و اخذه حاييم الى بيته جثة شبه هامدة بينها و بين القبر خطوات.
***
انا حاييم
لعازر في بيتي. اخليت له حجرة من حجرات داري و خصصت له خادما من خدمي للقيام بخدمته. لا اكتمك، شئ فيّ لا يعرفه الكثيرون عني هو حبي لوحدتي، لا لعلة فيّ فأنا احب الناس، لكنني درجت على الحياة متمهلا في طرقها وحدي..
في البداية فزع خدمي فزعا شديدا لرؤيتهم لعازر محمولا لداخل بيتي. قرأت ذلك على وجوههم. قروحه كانت السبب. و كنت افهم ذلك و اقدّره. لذلك فقد تركت لسونتا امر اراحته على الفراش و ترتيب حاجياته باركان الحجرة ريثما يفيق خدمي من اثر الصدمة. ثم جمعتهم امامي على حدة لاطمئنهم. قلت لهم ان قروح لعازر غير معدية و انه يطيب منها، و انني لن افرض على احد امر العناية به. كل ما اريده.. واحد منهم.. لا اكثر، لن اختاره بل عليه ان يتقدم طواعية.. هه. من يقبل هذه الخدمة منكم يا رجال لوجه الله؟ الكل صمتوا لدقائق لكن ما توقعته قد وجدته فقد تقدم حنانيا و قال: انا اخدمه يا سيدي حاييم، مدحت فيه بذله و قلت له: ما توقعته وجدته يا حنانيا، لا يظهر اخلاص الناس الا في مواقف كهذه، لا اعني ان الاخرين سيئون، هناك نفسيات تقبل و نفسيات لا تقبل.
و اعتنى به حنانيا كثيرا. لكن لعازر كان بالحق.. يموت.. و هذا ما حدث..
بعد عشرة ايام من دخوله بيتي جاءني حنانيا ذات صباح مبكر و كنت لا زلت نائما و ايقظني ليسرّ لي بالخبر الحزين: لعازر قد مات..
لم ابكه. لقد استراح لعازر. و اجبت حنانيا و انا لازلت بين نائم و يقظ:
مات لعازر. المسكين. اذهب الى قورح و اخبره بالامر. لقد خدمه خمسرة عشر عاما من عمره فربما يهمه الامر!
***
لم يهمه الامر! هكذا قال لخادمي. اغتممت. احيانا يحوّل المال الافاضل الى اشرار فكم و كم ان كانوا اصلا بلا فضيلة، لن يملأ عيني قورح سوى تراب القبر. في مواقف انسانية كهذه تبدو للناس الحثالات المختبئة تحت العباءات الزاهية الملونة. لعازر ايها النائم في بيتي هنيئا لك! يقيني ان الله قد اغناك بعد فقر، و بموتك اعاد لك صحتك و سعادتك بعد طول ضنك و قلق و تفكر. اغفر لي. كان من الممكن ان اخذك الى بيتي منذ اليوم الاول. كرهت نفسي ان تغزو وحدتي باقامتك في بيتي.
***
و انقطعت عن كل هذا لثمانية شهور.. و ربما يزيد. انقطعت عن رؤية قورح و رجال قورح بل عافت نفسي الاقتراب من دائرة قصره. حتى اخباره لم اعد اطيق سماعها و حرص رجالي على الا يأتوني بها، كنت قد تجاهلت قورح و دعواته. ارسل لي رجاله اكثر من مرة ليستطلعوا سبب تغيبي و ليتوسطوا. حتى كانت ليلة جاءني فيها سونتا الذي لم اكن رأيته منذ حمل معى لعازر الى بيتي. ظننته في البداية قد جاء ليتوسط..
- قورح قد مات..!
تأثرت بالخبر. فلا احد يرجو الموت لاخر سوى الاشرار.
- اكان مريضا؟
- مرض لثلاثة ايام. لم يأكل فيها و لم يشرب.
- ماذا اصابه؟
- لا نعرف.
- و لماذا لم ترسلوا في طلبي؟
- منعنا من ذلك منعا شديدا. ما كان بينكما من خصومة حال دون طلبك..
- قورح مات. ليرحمه الله و يرحمنا جميعا.. أأستطيع الان ان اساعد بشئ؟
- لم ات لشئ سوى لاخبرك. لقد كنت صديقه لسنوات طويلة. في وداع انسان لمثواه الاخير نمشي جميعنا. من كان معه على وفاق و من لم يكن.
- و متى يحين دفنه؟
- اليوم ظهرا.
- اسمع. سآتي. من اجل زوجته الطيبة و ابنتيه سأتي.

   قورح مات. الذين يذهبون للقيا الله يذهبون عرايا كما خلقوا. سيخلع قورح عنه ارجوانه و عمامته اللامعة و احذيته البراقة و اختامه و حليه الذهبية. لعازر سيخلع قروحه و بثور جلده الحمراء. ليرحم الله كليهما. لا نذكر امواتا بشر فعلوا حتى يرحمنا الله على شر فعلناه.
***
انا لعازر
لا قروح الان. ملمس جلدي ناعم كأنه لطفل. الهي لم يرد ان ترفعني ملائكته بغير جلد صحيح جديد. و ثوبي هذا صنعه الهي لم يصنعه بشر. تصنعون عندكم في الارض و تجتهدون اما طلبا للرزق او طردا للملل. خير الله هنا متوفر و لا نعرف الملل. الملل تعرفونه انتم على الارض. خلو قلب الانسان من الحب يعرضه للملل.
يسعدني ان اصف لك نوع الناس هنا. جميعهم مبتسمون. بمجرد رؤيتنا البعض نكتشف اننا نعرف بعضنا البعض. جميعنا دائمي التمشي في طرقات النعيم. احيانا تخف اجسادنا فنشعر كما لو كنا نطير كالفراشات. قابلت هنا الكثير من الاباء الكبار. استطيع التمييز بينهم بسهولة و كأني كنت اعرفهم عن قرب. رأيت ابراهيم و اسحق ويعقوب. ابي ابراهيم قال لي اشياء كثيرة..
- انت لعازر. انا اعرفك. اقترب. اقترب.
اقتربت منه في غبطة و سرور. ثم قال..
- مبارك انت. ها انت قد برئت. انظر يا مغبوط الى نفسك تحت قدميك. نظرت تحت قدمي لاجدهما في ماء رقراق صاف. و رأيت وجهي فيه و ابتهجت. لا قروح و لا بثور. جلدي متورد ناعم كما لمولود.
- نعم يا ابي ابراهيم. اعرف انني برئت. لكنني لم اهتم بالنظر الى جسدي. فهنا في هذا النعيم تغشانا فرحة النظر الى خارج.

    لا نشعر هنا بالجوع. كثيرا ما اجتمعنا بالمئات حول مائدة عظيمة و نشرع في التسبيح لدقائق، ربما لساعات، ثم نترك المائدة محلقين بالفرح دون ان نمس شئا.
ثم نحن احيانا ننام، لا بل نحن لا ننام.. ربما لانه لا يوجد مساء و لا صباح هنا. النوم خير عظيم وضعه الله لبني الانسان يعطيه حتى للاشرار. النوم في الارض لاراحة الجسد من تعب النهار و نحن لا نعمل حتى نتعب. عندما كنت مطروحا عند باب قورح من تعاستي كنت احلم بنعيم من صنع خيالي لا اقارنه بالنعيم الذي احياه الان. احلامي كانت هروبا من واقعي المؤلم..
    لقد ذكرت قورح.. اوه.. لا زلت اذكره بالطبع. تسألني ان كنت اراه؟ لا. لا اراه هنا و لا تسألني لم! اعرف انه مات بعدي بزمن لا اعرفه فنحن هنا قد تركنا المقاييس لاهل الارض. لا نستطيع هنا ان نسأل لم نحن هنا و لم هم هناك!! بين هنا و هناك هوة سحيقة قاعها ظلام قاتم. لا اتصال بيننا و بينهم الا اذا اذن لنا باتصال. لا لم ار قورح بالتأكيد. اعرف انه هناك، و ليس هنا. سمعت صوته نعم. سمح لي ان اسمع صوته مرة و كنت برفقة ابي ابراهيم. كان ينادي ابراهيم من هوته السحيقة..
- يا ابي ابراهيم. ارحمني. ارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء بارد و يبرد لساني لاني معذب في هذا اللهيب.
قال له ابراهيم:
- يا ابني. اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك و كذلك لعازر البلايا. الان هو يتعزى و انت تتعذب. و فوق هذا كله بيننا و بينكم هوة عظيمة. لا الذين يريدون العبور من هنا الى هناك يقدرون و لا الذين عندكم يمكنهم ان يجتازوا الينا.
قال قورح في يأس عظيم:
- اسألك اذن يا ابتي ان ترسله الى بيت ابي. لان لي خمسة اخوة .. حتى يشهد لهم.. لكيلا يأتوا هم ايضا الى موضع العذاب هذا.
قال له ابراهيم:
- عندهم موسى و الانبياء ليسمعوا منهم..
- لا يا ابي ابراهيم. بل اذا مضى اليهم واحد من الاموات يتوبون.
ابتسم ابي ابراهيم و قال:
- ان كانوا لا يسمعون من موسى و الانبياء.. و لا ان قام واحد من الاموات يصدقون.

ثم خبا صوت قورح كما تخبو النيران التي يحيا في اوارها. حاول ان يخرج من قيد يأسه العظيم.. شدّه اليأس الى بالوعته من كل جانب.