ربي
، تنفتح أذناك على القلب ، لا على الفم ، أنهما تنفتحان على حياة من يسبحك لا على
لسانه . أرنم بلساني لكي أنشط ، وبقلبي لكي أرضيك.
سآخذ
مزماراً وقيثارة كيلا أسبحك بصوتي وحده بل بصوتي وأعمالي.
متى
رنمت قدمت الخبز للجائع والكساء للفقير والمأوي للمسافر ورنمت يداى بنفس الوقت مع
صوتي ثم ائتلفت أعمالي وأقوالي . أجعلني أحيا دوماً في الصلاح فأسبحك على الدوام ،
وإذا فرض الصمت أحياناً على لساني ، فلتهتف حياتي ولتكن أذناك مصغيتين إلي صوت
قلبي ، إن كانت أذنا الإنسان منفتحين لسماع صوتي فأذناك منفتحتان على قلبي.
لست
أُعْني بصلاة اللسان وحسبُ بل أريد أن أسبحك بكل كياني : إليك أرفع نشيداً بصوتي
وأخر بأعمالي وحياتي.
إذا
بقي البكاء والحزن والتجربة فأني أرجو يوماً فيه تزول كلها فأسبحك بلا انقطاع. سوف
ينقطع صوتي أمّا عاطفتي فلا تنقطع وسوف أظهر بمظهر الساكت إنما لن أصمت معك.
السقوط
، وأنا أسبحك افضل من القيام و انا اسبح ذاتي. إن تسبيحك غذاء لي ، وكلما ازددت لك
تسبيحاً كلما ازددت قوةً . أجعلني أسبحك بلساني وعقلي وأعمالي الصالحة .
طال ما أنك تخصني في كتبك على القيام بمثل هذا
التسبيح فسوف أنشد لك نشيداً جديداً.
للإنسان الجديد نشيد جديد ، وللعتيق نشيد عتيق . إن أحببت الأرضيات أنشدتُ
نشيداً عتيقاً .
أما
إن أردت أن أنشد نشيداً جديداً فعليَّ أن أحب الأزليات. إن هذا الحب عينه جديد
وأزلي : إنه دائم الجدّة ولن يشيخ إلي الأبد ، لقد عَتقت في الخطيئة فجددني
بنعمتك.
القديس اغسطينوس