لا تنتظر
أماناً فالعدو يلاحقك باستمرار . إن لم يكن غضبُه علنياً فهو يسعى بمكر. ولذلك فقد
سمي الأسد والتنين . سموّه أسداً لما يبديه من غضب وسموه تنيناً لما يخفي من مكر.
لا تظنن
الشيطان قد فقد شراسته ولهذا فحين يمالقك ، ويجب أن تزيد خشية منه.
وكيف يسعك أن
تنتصر على عدوّ غضبان إذا لم تتمكن من الانتصار عليه متى لاطفك؟
أنه يمالقك
واعداً بالأمجاد والثروات والملذات ، ويهددك مغالياً في العذابات والحرمان التي
تنتظرك.
الحية تهمس في
أذنك قائلة لتدفع بك إلي الإثم: ولماذا تحيا هكذا؟ أأنت وحدك مسيحي؟ ولمَ لا تعمل
كغيرك؟
العدو يلحّ
عليك ويلحّ والأفظع من هذا كله أنه يخنق المسيحيين بمثل المسيحيين.
راقب نفسك ولا
تقتد بالأشرار.
ولا تقل: سأعمل هذا لأن
الكثيرين من المسيحيين يعملونه ، وذاك ليس موقف من يستعد للدفاع عن نفسه بل حال من
يبحث عن رفاق له إلي جهنم.
أنم في أرض
المجربّ وكبريائه ، إن دفعته عنك وراقبت رأسه عجز عن الدخول إلي قلبك . قد يحاصر
مدينة محصنة لكنه لن يتمكن من الأستيلاء عليها سيستمر في الضرب لكي يهاجم أما إذا
وجد الباب موصداً فسيمر عابراً.
لتكن نار
التجربة امتحاناً لك ، إن وجدت ذهباً ولم تجد قشاً نزعت عن الذهب الوسخ العالق دون
أن تحوله إلي رماد. لا تعجب بما يضحك لك
في العالم ، ولا تنشئ حواراً مع شهواتك.
ابن بيتك على
المسيح ، إن لم تشأ أن يجرفك النهر والريح والسيل. إن شئت سلاحاً ضد تجارب عدوّك
فأعمل على أن ينمو في قلبك ويترسَّخ الشوق إلي أورشليم السماوية.
سوف ينتهي
الأسر وتحلّ السعادة ؛ سوف يهلك خصمك الأكبر وتنتصر إلي الأبد مع الملك.
القديس اغسطينوس
القديس اغسطينوس