سفر راعوث هو
السفر الوحيد الذى سمى بإسم إمرأة أممية لانها صارت أماً للمسيح، كما حُسِبَت
رمزاً لكنيسة الأمم . ونلاحظ فى نسب المسيح 3 نساء امميات وهم ثامار الكنعانية
وراحاب الكنعانية وراعوث الموآبية فالمسيح أخذ لنفسه طبيعة كل البشر وليس طبيعة
اليهود فقط.
منع الله شعبه قديما أن يختلط بالشعوب الوثنية و منها موآب (تث 23)، ولكننا نجد أولاد أليمالك يتزوجون بموآبيات ضد الشريعة.
نلاحظ رقة
التعامل من نعمى لكنتيها عُرفة و راعوث. وهن شعرن بمحبتها أثناء عشرتهن لها فتمسكن بألاَّ
يفارقنها. عُرفة حملت وفاءً صادقاً لحماتها لكنها عادت لأهلها.
ورمزياً فهى تمثل من يحب المسيح لكنه ليس على إستعداد لترك ملذات العالم من أجله،
فهم يحبون المسيح لكنهم يحبون العالم أكثر. وأمّا راعوث فقد فاقت الحدود البشرية
فى محبتها وأصبحت تمثل من يترك بإيمانه أرض الخطية لينطلق إلى المسيح كما ترك
إبراهيم أور وحاران.
التصاق راعوث
بحماتها يرمز لإلتصاق الشخص بالكنيسة وعن طريق ذلك الإلتصاق يحدث الزواج مع العريس
المسيح كما تزوجت راعوث ببوعز.
رجعت نعمي و راعوث الى اسرائيل ودخلتا
بيت لحم فى إبتداء حصاد الشعير. نعمي عادت لبيت لحم لتجد الحقول ممتلئة ومن
يعود للكنيسة سيجد خيرات كثيرة. والله يشبع كل نفس عائدة إلى بيت لحم (الكنيسة).
مولود بيت لحم قادر أن ينزع مرارة النفس التى عادت وهى مُرّة.
نعمى السيدة اليهودية
التى تتمتع بالناموس والآنبياء وحصلت على الخلاص فى وقت الضيق تركت أرض الميعاد
لتذهب للحياة السهلة فى موآب وإذ بها تخسر كل شئ فى أرض موآب: زوجها وأولادها. بينما
راعوث التى نشأت فى أرض موآب حيث الخطية والوثنية إذ تسمع عن الإله الحى تخرج
بالإيمان إلى بيت لحم لتتزوج بوعز ويأتى من نسلها المسيح.