صلوات مقتبسة من كتاب "الرجوع الى الله"- البابا شنودة الثالث:
أنا يا رب لا استطيع أن أبعد
عنك لحظة واحدة. ولا طرفة عين. أنت بالنسبة إلي هو الحياة ذاتها..
لي الحياة
هي المسيح . أنا إن فصلت عنك أصير ضائعًا بلا هدف، وتصبح حياتي بلا وزن. وكأني
ميت، أولا وجود لي. وجودي الحقيقي هو فيك (في 3: 9).
لا يمكن أبدًا أن أنفصل
عنك. وإن انفصلت في وقت ما ثق تمامًا أنه وضع مؤقت، وغير طبيعي، وأنا لا
أريده..
لذلك أرجعني إليك بأية وسيلة.. رد نفسي.. لأنه بدونك لا أعيش. فبك
أحيا وأوجد وأتحرك.. (أع 17: 28).
إذا إنفصلت عنك، إنفصل عن القوة والنعمة،
وأصبح لا شيء. أعود ترابًا كما كنت، بل عصافة تذريها الريح (مز 1).
لذلك لا تسمح
يا رب أن أنفصل عنك..
رد نفسي، وأهدني إلي سبل البر، لأجل إسمك (مز 23).
لك
المجد من الآن، وإلي الأبد اَمين.
---
لماذا هذا
الضعف في؟ هل تخلت عني نعمتك بسبب خطاياي؟.. ارددنا يا الله. أنر بوجهك علينا
فنخلص..
أيها الرب إله القوات. إرجع واطلع من السماء، أنظر وتعهد هذه الكرمة التي
غرستها يمينك (مز 80:14، 15).
---
سوف لا
أقوم من ههنا، إلا وقد أخذت منك بركة خاصة، وشعرت أنك أرجعتني إليك وحسبتني من
أولادك.
لست أريد فقط أن تغفر لي خطيتي، إنما أريد أن تنزع من قلبي كل محبة
للخطية علي الإطلاق..
لا استطيع أن أرجع إليك، ومحبة الخطية في قلبي. فماذا
أفعل؟ هل أنتظر إلي أن تزول محبة الخطية من قلبي، ثم أرجع إليك؟ بينما لا يمكن
أن أتخلص منها إلا بك..!
ها أنا اَتيك بخطيتي كما أنا. وأنت الذي تنزعها مني.
لو كنت أقدر أن أترك محبة الخطية، لرجعت إليك منذ زمان. فخلصني أنت منها،
لتقودني في موكب نصرتك.
إنزع محبتها من قلبي، وإنزع سيطرتها من إرادتي..
"انضح علي بزوفاك فأطهر، وأغسلني فأبيض أكثر من الثلج"، كما أعطيتني يا رب
الوصية، أعطني القوة علي تنفيذها..
---
هل يفشل الضعفاء في الوصول إلي ملكوتك يا رب؟
هوذا أنا ضعيف،
عاجز بذراعي البشري عن الوصول، فامسك أنت بيدي، ولا تتركني لضعفي. واغسلني
وطهرني، كما غسلت وطهرت غيري.. ألم تقل "اسألوا تعطوا" (مت 7: 7). هوذا أنا
أسأل ألم تقل "كل ما طلبتموه من الآب بإسمي يعطيكم" (يو 16: 23)؟ هوذا أنا
أطلب.
أنا يا رب سأتمسك بجميع وعودك، وأطالبك بها..
علي الأقل سأتمسك منها
بقولك".. أعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدة في داخلكم. وأنزع قلب الحجر
من لحمكم، وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم. وأجعلكم تسلكون في فرائضي،
وتحفظون أحكامي، وتعملون بها" (مز 39: 26، 27).
أين هذه الوعود بالنسبة إلي
أنا يا رب؟
هوذا أنا واقف هنا، ممسكًا بقرون المذبح..
الذين يصلون دقيقتين ثم
يمضون، أنا لست واحدًا منهم. أنا مرابط لك هنا يا رب. لن أترك صلاتي، حتى أخرج
منها وقد أنعمت علي بالتوبة وأرجعتني إليك.
ومع ذلك أغفر لي يا رب جرأتي، فأنا إبن صغير لك، وإن كنت قد ضللت. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب
الأخرى).
عاملني كإبن صغير لا يعرف شيئًا. وأنت - كأب
شفوق - تعرف كيف تعطي أولادك عطايا حسنة (مت 7: 11).
---
سامحني يا رب إن كنت أصلي بدون حرارة.
فإنا أصلي بالفراغ الذي في قلبي. وأنت الذي تعطيني الحرارة. وأنت الذي تسكب
نارك المقدسة في قلبي.. خذ صلاتي كما هي، بنقصها، فالأمور لا تبدأ كاملة. والكمال
هو من عندك.
أنا أصلي، ولو بدون روح! وأنت تمنحني الروح من عندك.
هل أخطي وأقول
لك يا رب، إنني بذراعي البشري وبإرادتي المنحلة، سأتحول إلي إنسان روحي! كلا،
إنما بقوتك، وبركتك، ونعمتك، وروحك القدوس، ساصير في الصورة التي تريدها لي،
بقيادتك أنت: تمسك يدي، وتقودني خطوة خطوة، كما تقود طفلًا صغيرًا يتعلم
المشي..
"أرددنا يا إله خلاصنا" (مز 85: 4).
"أردد سبينا مثل السيول في الجنوب".. حينئذ "يمتلئ فمنا فرحًا ولساننا تهليلًا
"ونقول:
"عظم الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين" (مز 126: 4، 2،3).
---
خلصني يا رب من قلبي ومن قلبي ومن خطيئتي، ومن طباعي، فلا يكن ذلك
عائقًا أمام الصلح معك. أنت غيرت قلوب كثيرين، ربما كانت حالتهم أسوأ مني
بمراحل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب
الأخرى).
ليتني أكون كواحد منهم. أنت يا رب غيرت قلب موسى الاسود، واغسطينوس، مريم القبطية،
واوريانوس والي انصنا.. فهل تعصي عليك حالتي؟!
أعتبرتي حالة
معقدة، ولكنها ليست صعبة أمام قدرتك اللانهائية.
أنا يا رب لا أستطيع أن أصلح
قلبي أولًا، لكي أصطلح معك. وإنما أنت الذي تصطلح هذا القلب، وتضع فيه المشاعر
المقدسة اللائقة بهذا الصلح..
أتقول يا إبني أعطني قلبك (أم 23: 26). خذه كما
هو..
أنضح عليه بزوفاك فيطهر. وإغسله فيبيض أكثر من الثلج (مز 50). لست أطلب
أن ترمم هذا القلب. إنما إخلق في قلبًا نقيًا (مز 50). وأعطني روحًا جديدًا (حز
36: 26).
إن لم يكن في قلبي حب لك، فأعطني هذا الحب..
لا تلمني علي عدم محبتي،
إنما "اسكب في هذا الحب من الروح القدس "حسب قول رسولك (رو 5: 5).
أعتبرني
كطفل صغير، يريد ولا يعرف، ويريد ولا يقدر، "وقوم خطواتي" (مز 119). فكثيرًا
ما أعثر..
إن كنت أنا لست جادًا فيما يتعلق بخلاص نفسي.. يكفي أنك يا رب جاد
في تخليص هذه النفس..
إن كان خلاص نفسي لا تقوي عليه إرادتي.. فلا شك أن
نعمتك تقوي وتقدر..
إن كنت أنا بفساد طبيعتي، لا أريد الحياة معك.. يكفي أنك
تريد أن أحيا معك. وإرادتك تفعل كل شيء..
إن تركتني يا رب إلي إرادتي وإلي
ضعفي، فسوف أضيع. أعتبرني مريضًا لا يقوي علي شفاء نفسه، ولا يقوي علي الذهاب
إلي الطبيب. وقل كلمة فيبرأ الغلام (مت 8: 8).
أريد يا رب أن اشعر بك، وتعلن لي ذاتك. اريد أن أختلي بك، وأكلمك
وأفتح لك قلبي. أريد أن أحبك أكثر من كل واحد، وأكثر من كل شيء. وأكون مستعدًا
أن أخسر كل شيء وأنا أحسبه نفاية، لكي أريحك أنت وأوجد فيك (في 3: 8).
---