بعض كلمات التعزية من اباءنا القديسين باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم.
يكتب القديس باسيليوس الكبير ذات مرة الى أب عن موت ابنه الذي كان صغير السن ... الى الوالد الحزين :وهكذا فانت تحزن ولكن لا تنسى ان الارض لم تخف ولدك الحبيب بل السماء بالاحرى هي التي استقبلته .الله الذي يتخذ الاجراءات في حياتنا بحكمة عظمى هو قد نقله.الله الذي يتحكم بحدود زمن كل واحد.عندنا درس لاؤلئك المتعرضين لكوارث عظيمة من هذا النوع يتمثل في ذلك الصوت الرائع لايوب الذي قال: الرب اعطى والرب اخذ ليكن اسم الرب مباركا" .
ويضيف الذهبي الفم على كلمات القديس باسيليوس المعزية ما يلي: لم يستقبل انسان ابنك بل الله الذي خلقه وهو الذي يعتني بك اكثر من اي واحد اخر .لم يستقبل ابنك من عدو او شخص شرير.ولكن تأمل هذا ايضا:كم عدد الاولاد الذين على قيد الحياة الان ولم يجعلوا حياة والديهم جحيما لا تطاق .ربما ستحاججني قائلا: لماذا ترى الاولاد السيئين ولا ترى الاولاد المطيعين الطيبيين؟فأجيبك :انا أرى الاولاد الطيبين ايضا ولا انكر ولكن ابنك الذي مات هو اكثر أمانا من اولئك الذين يعيشون .ربما يتقدمون في السن ما من شك، ولكن نهايتهم غير معروفة. اما بالنسبة لولدك، الذي هو في السماء فانه لا يوجد سبب يدفعك لقلق عليه او تخاف خشية ان يصيبه اي مكروه .
يتابع القديس يوحنا الذهبي الفم :" ... يا عزيزي انا لا اقول هذا لك ولا احكم بانه يجب ان لا تبكي موت ولدك اذا كان عليّ ان اقول شيئا كهذا لك فانني ساكون كمن يحاول طلب المستحيل، لانني انا ايضا كائن فان مولود من أم وانا اشاركك طبيعتك . ومن ثم بتفهم كامل للالم الانساني ،اني اعرف عذاب الاباء وتأوّه الامهات، أعرف بحر كأبتهم وقلق مشاكلهم.
يدين القديس باسيليوس الكبير الرجال والنساء معا الذين يميلون الى البكاء والنواح بافراط . فيكتب قائلا: "هل كان قلب ايوب مصنوعا من الماس؟ هل كانت احشاؤه الداخلية مصنوعة من الحجر؟ فجأة قتل اولاده العشرة كلهم بينما كانوا في مكان الفرح سحقوا جميعا بهجوم واحد اثناء المرح عندما دمر الشرير البيت.راى ايوب الطاولة مغطاة بالدم راى اولاده الذين رغم ولادتهم في اوقات مختلفة كانوا عرضة لنهاية عامة للحياة .ولكنه لم يصرخ ولا نتف شعر راسه ولم يقل شيئا غير لائق بل بالاحرى هتف بذلك الشكر الذي لا ينسى والذي نتعجب نحن جميعا منه "الرب اعطى والرب اخذ فليكن اسم الرب مباركا"_( ايوب 1: 21)