2 نوفمبر 2012

وادي ظل الموت


"ايضا اذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا"(مز23).
يخيل الي بانني ارى ذلك الوادي الان. الراعي يقود قطيعه الى سهول خضراء واسعة و فجأة يبدأ الطريق في الانحدار الى واد، على احد الجانبين هوة عميقة تطل على قاع النهر حيث تندفع المياه بشدة، و على الجانب الاخر يرتفع الجبل باشجاره الظليلة، هذا هو الممر المظلم و بطول هذا الممر تكمن الوحوش المفترسة في كهوف الجبل، اذن هذا هو وادي ظل الموت، و الذي اجتازه من قبل الراعي العظيم وحيدا، و اجتازه من قبلنا القديسين و سوف نلحق بهم.
هذه الصورة تعطينا فكرة معزية عن الموت، انه ليس حالة دائمة، و ليس مكانا نسكنه، بل هو ممر، واد نجتازه، نجتازه الى راحتنا. تغادر الروح الجسد كما يغادر العامل مصنعه في المساء فيذهب الى بيته تاركا مصنعه هادئا، و لكن صوته يسمع في بيته و يدخل البهجة على من كانوا في انتظاره. 
الموت واد قصير نجتازه، شمس مشرقة في هذا الجانب، و شمس مشرقة في الجانب الاخر، وبينهما فترة ظلام لا تدوم الا لحظة واحدة.
الموت ليس الا ظلا: المسيح قابل الموت و نحن لا نقابل الا ظله. الوحش قد نزعت مخالبه و انيابه و يحق لنا ان نقول "اين شوكتك يا موت".

من كتاب "مزمور الراعي" - ف. ب. ماير