8 أغسطس 2014

بعض تعاليم الاب زوسيما

 "احبوا بعضكم بعضا ايها الاباء، احبوا ابناء الله. اننا لسنا اقدس من العلمانيين لمجرد مجيئنا الى هذا الدير وانقطاعنا داخل الجدران. ان الامر على نقيض ذلك. فبمجرد مجيئنا الى هذا المكان، يدل على ان كل واحد منا قد اعترف بينه وبين نفسه انه اسوأ حالا ممن سواه، بل واسوأجميع الناس.. وكلما طالت وحدة الراهب، تحتم عليه ان يدرك ذلك، والا لما كان هنالك اي سبب يدعوه الى المجئ والانعزال هنا. اننا لن نبلغ هدفنا الا اذا ادرك كل واحد منا انه ولاشك مسؤول عن جميع الناس وجميع الاشياء على وجه الارض و ليست الخطية الشاملة للخليقة وحدها هى وراء هذه المسؤولية، بل ان الواحد منا مسؤول عن كل المجتمعات البشرية وعن جميع الافراد. بهذه المعرفة تتوج حياة الراهب وكل انسان، لان الراهبان ليسوا صنفا خاصا من الناس، بل انهم المثال الذي يجب ان يكونه كل الناس. وبهذه المعرفة وحدها ترق قلوبنا بالمحبة الدائمة الشاملة اللانهائية وعندها سيجد كل منكم في نفسه القوة على كسب العالم بأسره بالمحبة وغسل خطايا العالم بدموعكم ... فعليكم جميعا ان تقفوا حراسا على قلوبكم و تعترفوا بخطاياكم بلا انقطاع. لا ترهبنكم خطاياكم حتى ولو بدت واضحة لكم، بشرط ان تتوبوا عنها ... واعود فأقول لكم، اياكم والكبرياء، .. لا تكرهوا اولئك الذين ينبذنكم و يهينونكم والذين يسيئون اليكم ويحقرونكم، لا تكرهوا الملحدين، دعاة الشر الماديين، واذكروهم في صلواتكم على النحو التالي : يا رب خلص جميع اولئك الذين لا يصلي احد لاجلهم.. اللهم لا اسألك هذا بدافع الكبرياء لانني احط جميع الناس.."
+++

تشبثوا براية العقيدة وارفعوها عاليا..

لا تخشوا شيئا. ان الاشرار اشبه بسحابة من الغبار فاذا هبت الريح ذرا الغبار...

واذا اثارت شرور الناس فيك استياءا وسببت لك كآبة عظيمة، الى حد تمني الانتقام من الاشرار، فانبذ هذا الشعور قبل اي شئ اخر. اذهب حالا والتمس العذاب لنفسك كأنك انت المسؤول عن جرائمهم: تقبل التعب وتحمله وسيجد قلبك راحة في ذلك وسوف تدرك انك آثم انت ايضا، لانك ربما كنت قادرا على هدايتهم بوصفك الانسان الوحيد الذي لم يخطئ الا انك لم تفعل. فلو انك كنت نبراسا، لانرت سبل اخرين ايضا، و ربما استطاع فاعل الشر ان ينجو من خطيته بنورك. وقد يحدث ايضا ان تكون نبراسا وترى الناس لا يقتدون بنورك، فاثبت على ايمانك و لا يراودك الشك في قوة النور السماوى وكن واثقا بانهم اذا لم يخلصوا الان، فسيكتب لهم الخلاص فيما بعد، و اذا لم يكتب لهم ذلك ذلك، فان اولادهم سيخلصون لان نورك لا يموت بموتك. ان الانسان الصالح قد يموت و يبقى نوره حيا.. 
 
دوستويفسكي