إقام القديس في قرطجنة عندما بلغ السابعة عشرة من عمره وظل فيها حتى التاسعة عشرة .
مصادر ارتباكاته في هذه الفترة : -
أولا - حب المناظرات .
ثانياً - التقدم في الدراسات الفلسفية ومحبة الحكمة .
ثالثاً - عدم التلذذ بالكتاب المقدس .
رابعا - الضلال مع المانويين ودحض بعض عقائدهم .
و لو حللنا هذه الاربعة امور لوجدنا انها تتعلق كلها بالبحث عن المعرفة و لكنها من المصدر الخاطئ.. و هي مشكلة قديمة من ايام ابينا ادم الذى اشتهى ان يصير "عارفا الخير و الشر".
لقد سجل القديس اعترافاته في كتاب تقرأه كل الاجيال و لا يخاطب الكتاب القارئ انسان ايا من كان و لكنها كلمات اعتراف تخرج من فم قديس جاث فى محضر الله يعدد فيها تفاصيل حياته منذ لحظة ميلاده.. ولا يعترف فقط بذنوبه و لكنه ايضا يعترف بنعم الله. اسمعه و هو يقول مثلا عن دور الرضاعة:
"لست أذكر ، ولكني سمعت من والديً اللذين صورتني من جسديهما في وقت من الأوقات ! لقد سمعت أنك أعطيتني لبن المرأة غذاء أنعم به ، أن أمي ومربياتي لم يكنزن أثدائهن باللبن لأجلي ولكنك أنت - تبعا لشريعتك التي قسمت بها ثرواتك في الينابيع الخفية لكل الأشياء - قد وهبت ليً طعام الطفولة بواسطتهن كما وهبتني أن لا اشتهي أكثر مما أعطيته لهن ! لقد كانت مربياتي بعاطفة علوية تلقينها من السماء يعطينني عن طيب خاطر ما فاض عليهن مما أعطيته لهن ، وفائدتي منهن كانت حسنة لهن وإن لم تكن في الواقع منهن بل بواسطتهن ! لأن كل الأشياء الحسنة هي منك يا الله .."
لا يخلوالكتاب ايضا من المناجاة لله من اول صفحة فيه و حتى الخاتمة . اتركك ايها القارئ مع مشاعر نفس مرهفة.. فمثلا في بداية اعترافه يسبح الله فيقول:
مصادر ارتباكاته في هذه الفترة : -
أولا - حب المناظرات .
ثانياً - التقدم في الدراسات الفلسفية ومحبة الحكمة .
ثالثاً - عدم التلذذ بالكتاب المقدس .
رابعا - الضلال مع المانويين ودحض بعض عقائدهم .
و لو حللنا هذه الاربعة امور لوجدنا انها تتعلق كلها بالبحث عن المعرفة و لكنها من المصدر الخاطئ.. و هي مشكلة قديمة من ايام ابينا ادم الذى اشتهى ان يصير "عارفا الخير و الشر".
لقد سجل القديس اعترافاته في كتاب تقرأه كل الاجيال و لا يخاطب الكتاب القارئ انسان ايا من كان و لكنها كلمات اعتراف تخرج من فم قديس جاث فى محضر الله يعدد فيها تفاصيل حياته منذ لحظة ميلاده.. ولا يعترف فقط بذنوبه و لكنه ايضا يعترف بنعم الله. اسمعه و هو يقول مثلا عن دور الرضاعة:
"لست أذكر ، ولكني سمعت من والديً اللذين صورتني من جسديهما في وقت من الأوقات ! لقد سمعت أنك أعطيتني لبن المرأة غذاء أنعم به ، أن أمي ومربياتي لم يكنزن أثدائهن باللبن لأجلي ولكنك أنت - تبعا لشريعتك التي قسمت بها ثرواتك في الينابيع الخفية لكل الأشياء - قد وهبت ليً طعام الطفولة بواسطتهن كما وهبتني أن لا اشتهي أكثر مما أعطيته لهن ! لقد كانت مربياتي بعاطفة علوية تلقينها من السماء يعطينني عن طيب خاطر ما فاض عليهن مما أعطيته لهن ، وفائدتي منهن كانت حسنة لهن وإن لم تكن في الواقع منهن بل بواسطتهن ! لأن كل الأشياء الحسنة هي منك يا الله .."
لا يخلوالكتاب ايضا من المناجاة لله من اول صفحة فيه و حتى الخاتمة . اتركك ايها القارئ مع مشاعر نفس مرهفة.. فمثلا في بداية اعترافه يسبح الله فيقول:
عظيم أنت يا رب وأعظم من أن تٌسبح
عظيمة هي قوتك أما حكمتك فإنها تفوق كل وصف .
* * *
ربي ، إنك جدير بأن يسبحك الإنسان ، الإنسان الذي ليس إلا ذرة من خليقتك الإنسان الذي يقاسي موته ، ذلك الموت الشاهد علي خطيته وإثمه ، ومع ذلك فهل هو يسبحك ؟
* * *
ليتك توقظنا لنبتهج في تسبيحك . لانك صنعتنا لك وسيظل قلبنا مضطرباً إلي أن يهجع فيك !
* * *
هَب لي يا رب أن أعلم وأفهم أيهما يكون أولا أأدعوك أم أسبحك ؟ وأيضاً أأدعوك أولا أم أعرفك ؟ إذ من ذا الذي يقدر أن يدعوك وهو لا يعرفك ، لأن الذي لا يعرفك قد يدعو سواك قاصداً بهذا أن يدعوك أنت !
* * *
ونحن الذين ندعوك هل نعرفك ؟ !
ولكن كيف يدعون الذي لا يؤمنون به ؟ وكيف يؤمنون بلا كارز ؟ إن الذين يطلبون الرب يجدونه والذين يجدونه يسبحونه .