لا اعتقد أنه هناك حدث شغل الشارع المصرى فى الاسبوع الماضى أكثر من "ظهورات العذراء" فى أحد كنائس منطقة الوراق بمحافظة الجيزة. وجدت هذا الحدث فرصة رائعة لمعالجة موضوع "المعجزة" تاريخياً.
المشكلة الآن هى أن هناك دليل يقول أنه حدث ظهور. لدينا بيانات من شهود عيان، لدينا تقارير اخبارية عن الحدث، لدينا ملفات فيديو صورت الحدث، لدينا شاهد "غير مسيحى" كان هو أول من نظر الحدث. كيف سيستطيع منكر الإعجاز أن يفسر هذه الأدلة؟ ببساطة سيقول: أى شىء إحتمالية حدوثه أكبر جداً من إحتمالية حدوث المعجزة. بكلمات أخرى، أى شىء تستطيع تخيله يمكن أن يتم فى إطار طبيعى هو أقوى إحتمالياً من الإعجاز.
لكن الذى يرد على هذا المنهج هو أن قوة الإحتمالية تُقاس بمدى قابلية التفسير المطروح للتطبيق على كافة الأدلة المتوفرة. إن أفضل تفسير للدليل هو التفسير الذى يفسر "كل" قطعة من الدليل، ولا يترك قطعة منه. أفضل تفسير هو الذى لا يعتمد فرضيات لا يشهد بها الدليل المتوفر. مثلاً، قد يأتى أحدهم و يقول أن هذا النور الذى ظهر هو مجرد ليزر. حسناً، أين دليل من البيانات المتوفرة؟ نعم، ممكن أن يكون مجرد ضوء ليزر. و لكن هذه الإمكانية لها إطار معين: كل شىء تستطيع تخيله هو ممكن الحدوث! ما دمت تستطيع أن تتخيل أن عصير البرتقال غداً سيكون بطعم المانجو، فإن هذه إمكانية. و لكن ما هى إحتمالية حدوث هذا الأمر؟ هذا الأمر يتم قياسه على الدليل المتوفر، و هو الخبرة الماضية. هل حدث أن فى يوم من الأيام صحوت ووجدت عصير البرتقال أصبح مانجو؟ لا، و لهذا فإن إحتمالية حدوث هذا الأمر ضئيلة جداً.