الكاتدرائية تقع في الجانب الفقير من المدينة
و الشوارع ضيقة والمباني متلاصقة للدرجة التي تجعل مجال الرؤية غي كاف..
الوسيلة الوحيدة لاستكشاف المكان هي اسطح
المنازل. وعلى هذه الاسطح تجد ان اعدادا لا تحصى وقد جاءوا من مختلف ارجاء مصر.
بالنسبة لي تركت السيارة على بعد نصف ميل من
الكنيسة ..وفي غضون ساعة وجدت مكانا يتسع لقدم فوق سطح احد المنازل المواجهة
للناحية القبلية للكنيسة.
ومن موقعي هذا استطعت ان ارى سطح الكنيسة
ومنارتيها من ناحية اليسار والقبة الشرقية.
منذ لحظة وصولي في الثانية صباحا وحتى السادسة
وعشر دقائق صباحا كنت في السماء..
الكنيسة لها منارتان وهاتان المنارتان
وبالاخص المنارة القبلية هي مسرح الاحتفالية للانوار السمائية والحمام الطائر لمدة
تزيد على اربع ساعات كان يمثل الشئ المثير المؤثر الذي يترك انطباعات روحانية في
نفس الانسان.
الانوار تفج من كل ناحية من النواحي الثمانية
للمنارة التي من اليسار، وتعبر سطح الكنيسة الى نهاية القبة التي في اليمين، وتضئ
الصليب الذي فوقها..
شئ يشبه بؤرة من النور يشاهد في مركز الصليب
الذي فوق المنارة ومنه تقع عاصفة من النور.
الانوار تختلف في شدتها .. احيانا تشبه اضواء
الفلورسنت واحيانا تكون شديدة الكثافة واللمعان لدرجة انها تنير المباني المحيطة
ووجوه الناس.
من بين ثنايا النور ينساب اشكال نورانية على
شكل الحمام في مجموعات من اثنتين او ثلاث او سبع او ثمان او اثنتي عشرة حمامة او
اكثر.. وهذه الاسراب تطير في مستويات مختلفة اما عالية او منخفضة . وهي لا تحرك
اجنحتها والشئ المدهش هو صدر كل حمامة الذي يلمع كالمصباح.
لماذا الان ..ولماذا هنا؟
اذا حولت عينيك بعيدا عن الكنيسة لتكتشف ما
حولك ستجد الالاف من الناس فوق الاسطح او يطلون من مئات النوافذ يصلون و ينشدون
التراتيل ويهتفون.
كل المنازل مفتوحة للزوار ..السكان هنا
يعيشون في احتفالية مستمرة.. كلمة النوم لا وجود لها في هذه المنطقة منذ 17 اغسطس
عام 2000م .
مفتاح الاجابة على سؤالنا السابق هو بداية
الالفية الثالثة .. القديس مرقس الرسول.. اسيوط..
السماء تحتفل بطريقتها الخاصة بهذا الحدث كما
نحتفل نحنبطرق متعددة..
القديس مرقس كاروز مصر.
اسيوط هي اقصى نقطة في الجنوب من رحلة
العائلة المقدسة الى مصر
حشود ضخمة:
بعد اربعة اشهر من بدء الاحتفالية النورانية
كان قد زار المكان ما يربو عن 5 ملايين شخص من كل جنس و لون ودين.
و لا عجب فان الناس في زمن الحروب والكروب
والغلاء تهرع لاماكن الظهورات النورانية رغبة في نوال البركة واغتنام لحظات من مجد
الابدية ، وهذا كان حال الناس بموقع انسكاب الانوار السمائية التي كانت تغطي
القباب والمنارتين والصلبان ، حتى وجوه الناس كانت تلمع من فيض البركات فلعل السبب
نوالهم العزاء اوالشفاء اوالرجاء.
تعليق قداسة البابا شنودة على الظهورات:
العذراء ليست غريبة على مارمرقس، فقد عاشت
فترة من حياتها في بيته في العلية التي صنع فيها السيد المسيح الفصح مع تلاميذه
(مر14: 14، 15) وفي تلك العلية كانت مريم تواظب على الصلاة والطلبة مع تلاميذ الرب
(اع1: 14). وقد صار بيت مارمرقس اول كنيسة في المسيحيةو كثيرا ما صلت فيه السيدة
العذراء ولذلك ليس عجيبا ان تأتي العذراء مريم الى كنيسة في كرازة مارمرقس.
هكذا عقب البابا شنودة الثالث على وقائع
الظهورات بأسيوط.
وفي لقاء قداسته بأقباط المهجر في لوس انجلوس
احتفالا بانتهاء الالفية الثانية لميلاد المسيح اعلن قداسته ان العذراء مريم تظهر
في تجلي نوراني بين منارتي كنيسة القديس مرقس الرسول بأسيوط، لأن العائلة المقدسة
زارت مصر و شربت من النيل لذلك تعود لزيارتنا في تجليات وظهورات روحية لبعض
المناطق بمصر.
وفي اجتماع الثلاثاء 14/11/2000م قال :
ما استطيع قوله انه ظهور نوراني بطريقة مبهرة
تدل على ان مصدرها روحي.
وفي اجتماعه الاسبوعي بالشعب يوم الاربعاء 22
نوفمبر 2000م وجه احدهم سؤالا لقداسته قال فيه: ما رأي قداستكم في التجليات
النورانية بكنيسة مارمرقس بمطرانية اسيوط؟
واجاب قداسة البابا: على الرغم من انني لم
اذهب الى هناك فقد ارسل اليّشريط فيديو كاسيت ومما لا شك فيه انه ظهورات روحانية
من عند ربنا للاسباب التالية:
السبب الاول: نور يفوق الوصف اي ليس مثل
النور الطبيعي يسطع على الكنيسة وواجهتها و قبابها وبالذات على الصليب وطبعا هذا
الصليب عندما ينير لابد ان يكون من ربنا لان الشياطين تخاف من الصليب ولا تقدر ان
تقترب منه.
السبب الثاني: ان هذا الظهور سبب نهضة روحية
كبيرة في المنطقة وفي غيرها من المناطق .. الناس يأتون الى الكنيسة و يقضون الليل
كله في الصلاة وامتلاء الكنيسة بالتسابيح والصلوات.. كل هذا شئ من الله لان عدو
الخير لايقبل ان تمتلئ الكنيسة بالتسابيح وتمتلئ بالتراتيل فهو يتعب من هذا الامر.
السبب الثالث: ان هذا سبب تعميق للايمان في
قلوب الناس لانهم فجأة يشاهدون نور ملأ المكان ، ملأ القباب، ملأ الصلبان بطريقة
عجيبة..
واستمرار هذا الظهور مدة طويلة مسألة اخرى لا
ننساها وكل هذا شئ يثبت الايمان في القلوب..
والقديسون الذين اكرمهم الرب في حياتهم
يكرمهم ايضا بعد تركهم هذا الجسد ويسمح ان يبعث ارواحهم الى العالم برسائل خاصة او
عمل رحمة للناس و يقول لهم الرب في ذلك اليوم "من يكرمكم يكرمني".
والكتاب المقدس يروي لنا ان الله نور (ايو 1:
5) وكل من يقترب منه يستنير (عب6: 3) سواءا من الناحية المادية او الروحية. ولعلكم
تذكرون ان موسى النبي بعدما قضى اربعين يوما مع الرب على الجبل نزل ووجهه يلمع ولم
يحتمل الشعب نوره فكان يلبس برقعا عند ملاقاة الناس (خر34).
والمعروف اننا في العالم الاخر ستكون اجسادنا
نورانية روحانية سماوية . وقد شبهنا الرسول بولس بالنجوم فقال "لأن نجما
يمتاز عن نجم في المجد"(1كو15: 41-49). وقال دانيال النبي "لأن الفاهمون
يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين الى البر كالكواكب الى ابد الدهور"(دا12:
3)..