ان اخطر صرخة سمعت تحت قبة السماء قد انبعثت من الجمع المضطرب اجابة على سؤال بيلاطس "من تريدون ان اطلق لكم يسوع ام باراباس؟" جاءت تقول "خذ هذا و اترك باراباس".
و قد عبر الشعب الذي حركه رؤساؤه، عن ارادته بجسارة، مظهرا رغبته في العفو عن القاتل و تسليم يسوع البار للموت، و منذ تلك اللحظة صارالقاضي يتصرف بغير ارادته، و مما يرثى له ان نراه يغوص في الاعماق في كل خطوة، و لا يكاد يعي ما يقول، فيصيح قائلا:”ماذا افعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟"
و تأملوا معي في سؤاله الذى وجهه للجمع الغاضب عما يفعل بيسوع الذي قبل هذا الوقت بقليل قد اجابه بكلام مقنع. ان ضميره و احساسه الداخلي ببراءة المتهم وحرفية القانون الذى يلتزم به، و ايضا الصوت المحذر الذى جاءه في حلم زوجته، كل هذه تعلن له بوضوح عما ينبغي ان يفعله بيسوع، انها تلزمه ان يعلن براءته و يطلق سراحه، و بكل ما تحت يده من سلطان يحميه من غضب الجماهير الثائرة، و لكن انى له هذه الشجاعة؟ و بالحق كانت هذه الكلمات: "ماذاافعل بيسوع؟" لخزيه و عاره الابدي و الشعب لن يتركه طويلا حائرا.
فقد صرخ بهذه الكلمات المختصرة و الحاسمة "اصلبه". اما الوالي الذى اذهله ان يرى النتيجة بعكس ما توقع يناديهم بهذا السؤال غير المجدي "واي شر عمل ؟" لكن الشعب لا يتفضل باجابة على صوت القاضي فيكرر بوقاحة اشد "اصلبه اصلبه".
و يظهر بيلاطس و كأنه يريد ان يقول شيئا و لكن الجمع الذى كان يملك الموقف، يرفض ان يعطيه فرصة و يغرق صوت الوالي وسط الصيحات المدوية و عبثا حاول ان يجعل كلماته تبلغ مسامعهم و يلجأ الرجل المستسلم و الخائر النفس الى عمل تقليدي، فيطلب ماءا في وعاء و يغسل يديه امام الجميع و هو يصيح بأعلى صوت الى الغوغاء الثائرين "اني برئ من دم هذا البار، ابصروا انتم"
وهذه الشهادة الجديدة عن براءة رئيس كهنتنا الاعظم كما جاءت من على فم القاضي فيها كل الكفاية لنا، كما ان رغبة بيلاطس الشديدة و محاولته الصادقة ان ينجي نفسه من جريمة الحكم على يسوع البار انما تعمل على تقوية ايماننا، و لكننا في غاية التأثر من منظر الرجل المسكين الكئيب و هو ينوء تحت وخزات الضمير، و يحاول عبثا ان يغسل يديه من بقع الدماء.
و يصيح قائلا "اني برئ" و لكن ماذا يفيد هذا التصريح و الضمير من الداخل لا يوافقه عليه ثم يغسل يديه.. و انى لك بالينابيع التي تفيض مياها تستطيع ان تطهر من البقع التي تتلوث بها يداك؟! و بالحق يوجد ينبوع واحد يستطيع ان يفي بالغرض و لكن بيلاطس يجهله تماما.
و يستطرد بيلاطس "ابصروا انتم" و هو بذلك يلقي تبعة هذا العمل الاثيم على روؤس اليهود، و يرد على الكهنة و الكتبة بنفس الكلمات التي اجابوا بها على يهوذا في قسوة و عدم مبالاة وهو في مرارة يأسه. و تقع هذه الكلمات على نفوسهم ليس بدون تأثير، و لكنهم يعرفون كيف يخفون حيرتهم و خجلهم في طيات صوت مرعب اثيم "دمه علينا و على اولادنا" و بينما يصيحون بايعاز من ابليس يضم الجمع كله صوته معهم.
انه امر مرعب حقا! وما دامت الشمس و القمر فلن تسمعا كلمات اشد هولا من هذه، بها يطلب الانسان اللعنة و الدينونة لنفسه.
لقد اتى دم هذا البار على رؤوس قاتليه عندما حولت مشاعل الرومان المدينة المتكبرة اورشليم الى رماد. و لم تكف الاخشاب الكثيرة التي جلبوها ليصنعوا منها صلبانا ليصلبوا ذرية ابراهيم عليها! كيف اتى عليهم دم رئيس السلام الذى سفكوه عندما تبددوا كالعصافة الى اربعة زوايا الارض و حكم عليهم من ذلك الحين ان يطوفوا هائمين على وجوههم بدون وطن، و موضع ازدراء لكل الشعوب!!
و عندما نراهم اليوم شعبا منفيا طريدا تمت فيهم نبوة هوشع "بلا ملك بلا رئيس و بلا ذبيحة و بلا تمثال و بلا افود و ترافيم".أليس و كأننا نقرأ سر نفيهم على جباههم "دمه علينا و على اولادنا"
و اعلن الشعب ارادته بتصميم شيطاني و ختم على مصيره و جلب اللعنة على نفسه بصورة لم يكن نظيرها في الشر، و لم يعد في مقدور الوالي ان يصمد امام هذا التشديد من جانب الجمع "فبيلاطس اذ كان يريد ان يعمل للجمع ما يرضيهم فحكم ان تكون طلبتهم"
و هذه هى النتيجة التي آلت اليها كل التحذيرات القوية الخطيرة التي قدمت لبيلاطس لقد تأكدت لك براءة يسوع و نقاوته بشهادات قوية، و اتاه تحذير من عالم الرؤى و الاحلام على فم زوجته و من ضميره الذى كان يتكلم اليه من الداخل، و مع ذلك نرى منه هذه الجريمة الشنعاء و هذا التخاذل و الجبن و الاذعان المخجل لارادة السوقة و الغوغاء!
و اصبح باراباس الان حرا رغم انه لا يزال يجهل القرار الذى اتخذ لصالحه خارج جدران السجن، و لا يدري شيئا عن القرعة الحسنة التي قسمت له، و بينما كان في انتظار الجلاد ليقطع رأسه اذا برسول من السلطات المدنية يدخل اليه و وجهه يفيض فرحا، و يعلن له النبأ السار الذي لا يكاد يصدق انه قد اطلق سراحه و ان حياته و انه قد اطلق سراحه و ان حياته قد انقذت و ن ذلك الشخص الكامل قد اخذ مكانه و سار في طريق الصلب عوضا عنه
و نرى في البشير الذى خبر باراباس صورة للمبشر الحقيقي، نعم اعلموا هذا ايها المساكين بالروح يا من تئنون تحت ثقل خطاياكم و تصرخون في طلب الرحمة، اننا نقدم لكم رسالة مماثلة لتلك التي تلقاها باراباس، بل اعظم و امجد بكثير، فبعد ان صنع المسيح المبادلة العجيبة معكم اوصانا الله ان نخبركم في كلمات واضحة، انه من اللحظة التي اخذ فيها يسوع القدوس مكانكم صار لكم ان تتمتعوا بكل الحقوق و الامتيازات التي لرعايا مملكته اذا امنتم بصليبه و بكفارته، و بذلك تصيرون متبررين في نظر الله مقبولين امامه. هذا نعلنه لكم و بالحقيقة ليس نحن و انما كلمة الله الصادقة في عبارات واضحة و ندعوكم باسم الرب ان تؤمنوا بهذه الكلمة و ان تبتهجوا بها لمجد المسيح.
و ماذا فعل باراباس بعد ان تلقى الاخبار السارة؟ و ان كان الكتاب لم يخبرنا لكننا نستطيع ان نتصور بسهولة ماذا حدث، ان قال في نفسه: "من المستحيل ان يكون هذا لمجرم نظيري"، و ابدى مقاومة عندما جاءوا لينزعوا عنه السلاسل، فبماذا نصف مسلكا كهذا؟ قد تقولون انه تصرف من فقد وعيه و لكم حق في ذلك، و لكن ما اخشاه ان ينسب للبعض مثل هذا اللوم، هبوا ان باراباس رفض باحتجاج رسالة البراءة التي جاءته، انه بذلك يكون قد اهان المبشر و السلطات التي ارسلته و اعتبرهم جميعا كاذبين.
و لكن هذه هي حالتك يا صديقي. يا من بشكوكك ترفض نعمة الله التي بالمسيح و انت بذلك لست تشك فقط في رسول بشرى و لكن في الروح القدس الذي يتكلم اليك في الكتب المقدسة، و تشك في رسل الرب الذين يشهدون بوضوح عن رحمة الله، و تشك في المسيح ذاته الذي يؤكد لك ان كل من يؤمن به يخلص، بل انك ايضا تهين مجد الله و كأن الله قد قدم لك خلاصا غير كامل.
و انت يا من تكون مثل بارباس لا تزال تتخبط في ظلمة الجب بسبب القلق الداخلي و الخوف و الحزن اذهب و افعل هكذا آمن برسالة الانجيل و بنعمة المسيح تتحرر ابديا من لعنة و الدينونة لا تصغ فيما بعد لشكايات ابليس و افتراءات العالم بل تلذذ بثمرة شفاعة بديلك و نائبك العظيم. عش في سلام و ابتهج على رجاء مجد الله.
و قد عبر الشعب الذي حركه رؤساؤه، عن ارادته بجسارة، مظهرا رغبته في العفو عن القاتل و تسليم يسوع البار للموت، و منذ تلك اللحظة صارالقاضي يتصرف بغير ارادته، و مما يرثى له ان نراه يغوص في الاعماق في كل خطوة، و لا يكاد يعي ما يقول، فيصيح قائلا:”ماذا افعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟"
و تأملوا معي في سؤاله الذى وجهه للجمع الغاضب عما يفعل بيسوع الذي قبل هذا الوقت بقليل قد اجابه بكلام مقنع. ان ضميره و احساسه الداخلي ببراءة المتهم وحرفية القانون الذى يلتزم به، و ايضا الصوت المحذر الذى جاءه في حلم زوجته، كل هذه تعلن له بوضوح عما ينبغي ان يفعله بيسوع، انها تلزمه ان يعلن براءته و يطلق سراحه، و بكل ما تحت يده من سلطان يحميه من غضب الجماهير الثائرة، و لكن انى له هذه الشجاعة؟ و بالحق كانت هذه الكلمات: "ماذاافعل بيسوع؟" لخزيه و عاره الابدي و الشعب لن يتركه طويلا حائرا.
فقد صرخ بهذه الكلمات المختصرة و الحاسمة "اصلبه". اما الوالي الذى اذهله ان يرى النتيجة بعكس ما توقع يناديهم بهذا السؤال غير المجدي "واي شر عمل ؟" لكن الشعب لا يتفضل باجابة على صوت القاضي فيكرر بوقاحة اشد "اصلبه اصلبه".
و يظهر بيلاطس و كأنه يريد ان يقول شيئا و لكن الجمع الذى كان يملك الموقف، يرفض ان يعطيه فرصة و يغرق صوت الوالي وسط الصيحات المدوية و عبثا حاول ان يجعل كلماته تبلغ مسامعهم و يلجأ الرجل المستسلم و الخائر النفس الى عمل تقليدي، فيطلب ماءا في وعاء و يغسل يديه امام الجميع و هو يصيح بأعلى صوت الى الغوغاء الثائرين "اني برئ من دم هذا البار، ابصروا انتم"
وهذه الشهادة الجديدة عن براءة رئيس كهنتنا الاعظم كما جاءت من على فم القاضي فيها كل الكفاية لنا، كما ان رغبة بيلاطس الشديدة و محاولته الصادقة ان ينجي نفسه من جريمة الحكم على يسوع البار انما تعمل على تقوية ايماننا، و لكننا في غاية التأثر من منظر الرجل المسكين الكئيب و هو ينوء تحت وخزات الضمير، و يحاول عبثا ان يغسل يديه من بقع الدماء.
و يصيح قائلا "اني برئ" و لكن ماذا يفيد هذا التصريح و الضمير من الداخل لا يوافقه عليه ثم يغسل يديه.. و انى لك بالينابيع التي تفيض مياها تستطيع ان تطهر من البقع التي تتلوث بها يداك؟! و بالحق يوجد ينبوع واحد يستطيع ان يفي بالغرض و لكن بيلاطس يجهله تماما.
و يستطرد بيلاطس "ابصروا انتم" و هو بذلك يلقي تبعة هذا العمل الاثيم على روؤس اليهود، و يرد على الكهنة و الكتبة بنفس الكلمات التي اجابوا بها على يهوذا في قسوة و عدم مبالاة وهو في مرارة يأسه. و تقع هذه الكلمات على نفوسهم ليس بدون تأثير، و لكنهم يعرفون كيف يخفون حيرتهم و خجلهم في طيات صوت مرعب اثيم "دمه علينا و على اولادنا" و بينما يصيحون بايعاز من ابليس يضم الجمع كله صوته معهم.
انه امر مرعب حقا! وما دامت الشمس و القمر فلن تسمعا كلمات اشد هولا من هذه، بها يطلب الانسان اللعنة و الدينونة لنفسه.
لقد اتى دم هذا البار على رؤوس قاتليه عندما حولت مشاعل الرومان المدينة المتكبرة اورشليم الى رماد. و لم تكف الاخشاب الكثيرة التي جلبوها ليصنعوا منها صلبانا ليصلبوا ذرية ابراهيم عليها! كيف اتى عليهم دم رئيس السلام الذى سفكوه عندما تبددوا كالعصافة الى اربعة زوايا الارض و حكم عليهم من ذلك الحين ان يطوفوا هائمين على وجوههم بدون وطن، و موضع ازدراء لكل الشعوب!!
و عندما نراهم اليوم شعبا منفيا طريدا تمت فيهم نبوة هوشع "بلا ملك بلا رئيس و بلا ذبيحة و بلا تمثال و بلا افود و ترافيم".أليس و كأننا نقرأ سر نفيهم على جباههم "دمه علينا و على اولادنا"
و اعلن الشعب ارادته بتصميم شيطاني و ختم على مصيره و جلب اللعنة على نفسه بصورة لم يكن نظيرها في الشر، و لم يعد في مقدور الوالي ان يصمد امام هذا التشديد من جانب الجمع "فبيلاطس اذ كان يريد ان يعمل للجمع ما يرضيهم فحكم ان تكون طلبتهم"
و هذه هى النتيجة التي آلت اليها كل التحذيرات القوية الخطيرة التي قدمت لبيلاطس لقد تأكدت لك براءة يسوع و نقاوته بشهادات قوية، و اتاه تحذير من عالم الرؤى و الاحلام على فم زوجته و من ضميره الذى كان يتكلم اليه من الداخل، و مع ذلك نرى منه هذه الجريمة الشنعاء و هذا التخاذل و الجبن و الاذعان المخجل لارادة السوقة و الغوغاء!
و اصبح باراباس الان حرا رغم انه لا يزال يجهل القرار الذى اتخذ لصالحه خارج جدران السجن، و لا يدري شيئا عن القرعة الحسنة التي قسمت له، و بينما كان في انتظار الجلاد ليقطع رأسه اذا برسول من السلطات المدنية يدخل اليه و وجهه يفيض فرحا، و يعلن له النبأ السار الذي لا يكاد يصدق انه قد اطلق سراحه و ان حياته و انه قد اطلق سراحه و ان حياته قد انقذت و ن ذلك الشخص الكامل قد اخذ مكانه و سار في طريق الصلب عوضا عنه
و نرى في البشير الذى خبر باراباس صورة للمبشر الحقيقي، نعم اعلموا هذا ايها المساكين بالروح يا من تئنون تحت ثقل خطاياكم و تصرخون في طلب الرحمة، اننا نقدم لكم رسالة مماثلة لتلك التي تلقاها باراباس، بل اعظم و امجد بكثير، فبعد ان صنع المسيح المبادلة العجيبة معكم اوصانا الله ان نخبركم في كلمات واضحة، انه من اللحظة التي اخذ فيها يسوع القدوس مكانكم صار لكم ان تتمتعوا بكل الحقوق و الامتيازات التي لرعايا مملكته اذا امنتم بصليبه و بكفارته، و بذلك تصيرون متبررين في نظر الله مقبولين امامه. هذا نعلنه لكم و بالحقيقة ليس نحن و انما كلمة الله الصادقة في عبارات واضحة و ندعوكم باسم الرب ان تؤمنوا بهذه الكلمة و ان تبتهجوا بها لمجد المسيح.
و ماذا فعل باراباس بعد ان تلقى الاخبار السارة؟ و ان كان الكتاب لم يخبرنا لكننا نستطيع ان نتصور بسهولة ماذا حدث، ان قال في نفسه: "من المستحيل ان يكون هذا لمجرم نظيري"، و ابدى مقاومة عندما جاءوا لينزعوا عنه السلاسل، فبماذا نصف مسلكا كهذا؟ قد تقولون انه تصرف من فقد وعيه و لكم حق في ذلك، و لكن ما اخشاه ان ينسب للبعض مثل هذا اللوم، هبوا ان باراباس رفض باحتجاج رسالة البراءة التي جاءته، انه بذلك يكون قد اهان المبشر و السلطات التي ارسلته و اعتبرهم جميعا كاذبين.
و لكن هذه هي حالتك يا صديقي. يا من بشكوكك ترفض نعمة الله التي بالمسيح و انت بذلك لست تشك فقط في رسول بشرى و لكن في الروح القدس الذي يتكلم اليك في الكتب المقدسة، و تشك في رسل الرب الذين يشهدون بوضوح عن رحمة الله، و تشك في المسيح ذاته الذي يؤكد لك ان كل من يؤمن به يخلص، بل انك ايضا تهين مجد الله و كأن الله قد قدم لك خلاصا غير كامل.
و انت يا من تكون مثل بارباس لا تزال تتخبط في ظلمة الجب بسبب القلق الداخلي و الخوف و الحزن اذهب و افعل هكذا آمن برسالة الانجيل و بنعمة المسيح تتحرر ابديا من لعنة و الدينونة لا تصغ فيما بعد لشكايات ابليس و افتراءات العالم بل تلذذ بثمرة شفاعة بديلك و نائبك العظيم. عش في سلام و ابتهج على رجاء مجد الله.