عندما ارسل الله تأديباته على شعب اسرائيل اهملوه و تجاهلوه و طلبوا الاغاثة من البشر.. ارسلوا الى اشور ليأتي لنجدتهم و توددوا الى ملك عدوو ملوك اشور الذين لجأ اليهم يهوذاو اسرائيل "ضايقوهم و لم يساعدوهم"(2اي28: 16، 28).
ان البعض - في وقت الضيق - يرون مرضهم و جرحهم، لكنهم لا يرون الخطية التي سببتها، يرون النتيجة و لا يرون السبب. و بدلا من الالتجاء الى الله الذي يقدر ان يغثهم يلجأون الى المخلوقات التي لا تفيدهم.
لقد ارسلوا الى ملك اشور هدية من الذهب و الفضة (هو10: 16) ولم يشكوا في اخلاصه، اما هو فخدعهم شأنه في هذا شأن الذراع البشري عندما يتكل عليه الانسان "ولكنه لا يستطيع ان يشفيكم و لا ان يزيل منكم الجرح". لم يستطع ملك اشور ان يشفيهم اما الله وحده فهو الذي يشفي.
يقول القديس اغسطينوس: "عليّ أن أصلحَ نفسي واحذر أعدائي. مخافتك تجرح النفس كما يخرج مبضعُ الطبيب جسم المريض لينزع منه ما فسد فيه ، فيبدوا مثخناً جراحاً ، ويفوق ألمُ جرح يُداوي ألمَ جرح مهُمَل ."
يقول القديس اغسطينوس: "عليّ أن أصلحَ نفسي واحذر أعدائي. مخافتك تجرح النفس كما يخرج مبضعُ الطبيب جسم المريض لينزع منه ما فسد فيه ، فيبدوا مثخناً جراحاً ، ويفوق ألمُ جرح يُداوي ألمَ جرح مهُمَل ."
عندما يبدأ الناس بأن يشكوا من خطاياهم اكثر من شكواهم من مصائبهم، عندئذ يبدأ ان يكون لهم رجاء و الذي يطلبه الرب حين نكون تحت تأديبه ان نعترف اننا خطاة و ان تأديبنا كان بعدل "حتى يطلبوا وجهه"
و لما لم يجدوا فائدة من البشر لجأوا الى الله "في ضيقهم يبكرون اليّ" قائلين "هلم نرجع الى الرب لانه هو افترس فيشفينا. ضرب فيجبرنا.. يأتى الينا كالمطر، كمطر متأخر يسقي الارض" يأتي إلينا روحه القدوس الذي يحل علينا كالمطر ليحولنا من الجفاف إلى جنة مبهجة، تحمل ثمر الروح الذي يُفرح قلب الآب.