2 فبراير 2015

مسرحية يونان النبي


احد اهل نينوى: ربما يجب ان نسمع منه.
يونان: انا مرسل من الله اليكم لاخبركم عن ان الله سيهلك مدينتكم الاثمة بنيران تهبط عليكم من السماء.
احد اهل نينوى: ماذا تقول؟  
يونان: لن اقل لكما ثانية. والآن دعوني اذهب.
احد اهل نينوى: من هذا الرجل؟.. من هذا؟
يونان: الرب الاله قد رأى الخطايا في شوارع نينوى وقد رأى الفساد في معبدكم وفي قصر الملك نفسه.
الملك: لماذا يهدد شعبي بعقوبات من اله لا نعرف عنه شيئا؟
يونان: لأن الرب الاله ساخط على كل واحد منكم بسبب حياة الشر التي تعيشونها.
احد اهل نينوى: وماذا يعرف الهك عنا؟
يونان: كل شئ.
احد اهل نينوى: وماذا سيحدث لنا؟
يونان: بسبب شرور نينوى سيدمر الرب الاله هذه المدينة برمتها بعد اربعين يوما.
اهل نينوى: في نينوى حينما يموت شخصا فان الذين يحزنون عليه يلبسون المسوح ويلطخون وجوههم بالرماد، واذا متنا بعد اربعين يوما جميعا، فلن يتسنى لن وقت لنحزن.
الملك: اعلن هذا القرار على الناس فورا. "بأمر الملك يمتنع كل الناس والبهائم عن تناول الطعام. كل انسان يجب ان يتغطى بمسوح وعليكم ان تصرخوا للرب خالق السموات والارض صراخا قويا طالبين المغفرة.
(المشهد التالي يقف يونان وعلى الجانب المقابل بعض الاشخاص يمثلون سكان نينوى)
يونان: (لنفسه) سيعرفون ان الله يعاقب اولئك الذين يعصون. كانت نينوى ذات مرة بلدا عظيمة ولكنها سرعان ما تزول وكأنها لم تكن.
اهل نينوى: واذا تركنا طرقنا الشريرة؟
يونان: ثلاثين يوما.
اهل نينوى: واذا تركنا سلوكنا العنيف؟
يونان: عشرين يوما.
اهل نينوى: ربما يصرف الهك غضبه عنا، وهكذا لا نهلك.
يونان: عشرة ايام..
غدا..
اليوم هو يوم الدنيونة وستعرفون غضب الرب الاله العظيم،
اهل نينوى: ايها الرب الاله اغفر لنا.. يا اله السموات لا تهلكنا. احمنا وخلصنا. ايها الرب الاله سامحنا. ارحمنا يا رب..
(تخفض الاضاءة علامة غروب الشمس - لا يحدث شئ من الدمار المتوقع فيبتهجون)
اهل نينوى: لقد خلصنا. الحمد والشكر لله. نحن احياء. لقد صفح عنا.. الحمد والشكر لله.
يونان: كان عليّ معرفة ان هذا سيحدث. كان هذ هو اليوم الاربعين، اليوم الذي تنبأت ان فيه ان دينونة الرب تحل على نينوى وماذا حدث؟ لا شئ. اتسألني لماذا امرتني بالذهاب الى نينوى وعصيت امرك؟ هذا هو السبب: عرفت انك رؤوف ورحيم وبطئ الغضب وملئ بالمحبة. اله يعدل عن رأيه ويغفر حتى لنينوى المدينة الشريرة. فلماذا لا تأخذ حياتي. كنت نبيا والان ابدو كالاحمق، من الافضل لي ان اموت.
الله: لا يحق لك ان تغضب هكذا.
يونان: اجل يحق لي. وساجلس هنا وانتظر حتى تحترق نينوى او حتى اموت كمدا وحزنا.
(صوت رياح وتأتي يقطينة تظلل على يونان وهو نائم فيصحو وهو يتثاءب ويقول انها شجرة ثم يكمل نومه فتسقط اليقطينة)
يونان: لا، لماذا يحدث هذا؟ .. اولا تعطيني شجرة لتحميني من الحر ثم تيبس لماذا لم امت انا ايضا؟ .. دعني اموت الآن كما سمحت للشجرة المسكينة ان تموت.
الله: ايحق لك بالفعل ان تغضب من اجل هذه الشجرة؟
يونان: اجل لي الحق ان اغضب وان اغضب حتى الموت.
هل اشفقت انت على سجرة صغيرة تنبت وتنتهي في يوم واحد. وهي نبتة لم تكلفك شيئا ولم تتعب في زراعتها.
يونان: وماذا بعد؟
الله: هل لا يحق لي يا يونان ان اشفق على شعب مدينة باكملها يزيد عن ١٢ الف من البشر الذين لا يعرفون الصواب او الخطأ.
اهل نينوى: يونان شكرا على انذارك لنا. وداعا يا يونان!
يونان: اه! (يبدوعليه التعجب)