8 نوفمبر 2013

احيانا لانسمع

ذهبت مرة لزيارة صديق يسكن في منزل مجاور لاحد خطوط السكك الحديدية، وتصادف ان مر قطار احدث ضجيجا عاليا. وكنت في تلك اللحظات اتحدث ،فتوقفت عن الكلام الي ان يمر القطار. لكن صديقي نظر الي في حيرة وادهشه سكوتي المفاجيء .فلما سالني في ذلك قلت له السبب ، فضحك وقال لي انه لم يلاحظ ان قطارا قد مر .فقد اعتاد ان يسمع هذا الصوت ، حتي انه اسقطه من اعتباره ، وربما لم تعد مراكز السمع في مخه تنقل هذه الاصوات اصلا.
غير اننا كثيرا ما نمر بذات الاختبار ، حين لانسمع الاصوات الواضحة التي يتحدث الله بها الي ارواحنا ، ولانسمع طرقات الله علي ابواب قلوبنا ، من خلال الاحداث اليومية التي يجيزنا فيها .ولاننا لانسمع طرقات الله ، فاننا لانسرع بفتح الابواب ، ولانتلقي هذه الاشارات الالهية الواضحة .
ان الله العادل لم يخلقنا ليتركنا نتخبط بين رغباتنا وشهواتنا وابواق ابليس الخادعة ــ ثم يحاسبنا بعد ذلك . بل خلقنا الله ليرعانا ويرشدنا ويوجهنا ويحذرنا من الشر.
لذلك فانه يتحدث الي ارواحنا في كل لحظة في حياتنا ، وفي كل نبضة في عروقنا . فنبضات القلب حديث وتوجيه الهي لعبيده ، وكل ماتقع عليه عيوننا من علامات القدرة الالهية هو حديث لنا. وكل شمس تطلع علينا وكل غروب هو حديث الهي واضح لمن يريد ان يستمع .وكل مولد طفل او فناء شيخ هو رسالة لمن يريد ان يقبل . لكننا احيانا لانسمع.