اضغط على الصورة للتكبير
1- تملق الشعراء:
يقول القديس اثناسيوس عن هذا الامر "ذكرت الملاحم الشعرية اليونانية قديما روايات مشينة عن الالهة التي عبدوها من ممارسات جنسية و مشاعر سلبية كالغضب و الحقد .. الخ. ونسبوا اليها ايضا صفات الهية. الحقيقة على الأرجح هي أن الروايات المشينة صحيحة، إما الصفات الإلهية المنسوبة إليهم فأنها تعزي إلى تملق الشعراء. وأي استنتاج بقى لنا إذا سوى أن نقرر بأن أقوال الاطراء والثناء كاذبة ومن باب التملق، اما الأعمال التي يذكرونها عنهم فانها صحيحة؟ وهذه الحقيقة يمكن التأكد منها من الاختبارات المألوفة. لأنك لن تجد شخصاً يطري أي امرئ وفي نفس الوقت يتهمه بفساد الأخلاق. بل بالحري أن كانت تصرفات البشر مخزية فانهم يكيلون لهم المدح جزافاً بسبب الفضائح التي تسببها هذه التصرفات، لعلهم بمبالغتهم في المديح يؤثرون على سامعيهم ويسترون معايب الآخرين.
وانني أميل إلى الاعتقاد بأنهم ذكروا تصرفات هذه الآلهة وعواطفها الشهوانية مرغمين. إذ طالما انهم كانوا يسعون أن ينسبوا الى "الاسم الذي لا يُشرك فيه أحد" وكرامة الله لمن ليسوا هم آلهة بل بشر فانون، وطالما كانت هذه الجرأة منهم بالغة ووقحة، لأجل هذا السبب اضطرهم الحق – رغم ارادتهم – أن يذكروا العواطف الشهوانية عن هؤلاء الأشخاص لكي تبقى هذه العواطف الشهوانية التي سجلت كتابة عنهم دليلاً لكل الأجيال على أنهم لم يكونوا آلهة.
2- تنفيذا لاوامر الحكام:
كما كان مجلس الشيوخ في الإمبراطورية الرومانية يصوت للأباطرة الذين حكموهم من البداية، لكلهم أو لمن يشاءون، ويقررون، ليعطوهم مكاناً بين الآلهة، ويأمرون بعبادتهم لأن الذين كانوا يبغضونهم كانوا يعاملونهم كأعداء ويعتبرونهم بشراً، معترفين بطبيعتهم الحقيقية. أما الذين كانوا يحبونهم فكانوا يأمرون بعبادتهم بسبب فضائلهم، كأن لهم السلطان أن يقيموا آلهة، رغم أنهم هم أنفسهم بشر، ولا يمكن أن يدعوا بأنهم أكثر من خليقة فانية".
3- اقامة التماثيل للموتى:
ويقدم لنا القديس اثناسيوس ايضا تفسيرا لسبب نشأة عبادة الناس للاصنام فيقول:
"لان كثيرين اذ فقدوا أعزاءهم اخوتهم وأقرباءهم وزوجاتهم، ونساء كثيرات ممن فقدن أزواجهن، هؤلاء كلهم الذين اثبتت الطبيعة أنهم بشر فانون أقاموا تماثيل لهم واخترعوا تقدمات، وقدسوهم. اما الاجيال اللاحقة فانها إذ افتتنت بمهارة الصانع عبدوهم كآلهة، وهكذا اصبحوا متناقضين مع الطبيعة. لأنه بينما حزن آباؤهم من أجلهم دون اعتبارهم آلهة لأنهم لو أدركوا أنهم آلهة لما حزنوا عليهم كأنهم قد هلكوا. لأن السبب في إقامة تماثيل لهم ليس لأنهم لم يعتبروهم آلهة فحسب بل أنهم لم يعتقدوا في أن لهم وجوداً على الإطلاق. ولكي يتعزوا عن عدم وجودهم بمنظر التماثيل، فان الشعب الاحمق يصلي لهم كالهة. فمثلاً في مصر لا تزال حتى اليوم مرثاة الموتى توجه لأوزيريس وهورس وتيفو وغيرهم. والكهنة في كريت، تثبت أن زفس ليس الهاً بل انساناً".
يمكنك تحميل كتاب "رسالة الى الوثنيين" للبابا اثناسيوس من هنـــــــــا
4- خداع الشياطين:
وهذا هو السبب الاهم في رأيي حيث يقول البابا شنودة الثالث "قوة الشيطان تظهر في إلقائه العالم كله في الوثنية. كيف استطاع أن يلقى العالم كله في الوثنية في العهد القديم، ماعدا شعبًا واحدًا؟! هذا أمر خطير. بل حتى هذا الشعب الواحد وقع في عبادة الاصنام هو أيضًا، حينما كان موسى النبي على الجبل، إذ صنعوا لأنفسهم عجلًا ذهبيًا".
+++
قديما عبد الناس المال ، و ألّهوا الحكام
وسجدوا للاصنام ، في كل زمان و مكان
وجاء وقت لم يعبد الله سوى فرد او اثنان
لم يكف الشيطان يوما عن ان يضل الانسان
فهذا يعبد الجمال و ذاك يعبد الجنس او المال
و قد يصليا بالحقيقة نؤمن باله واحد منّان
فيا آكل خيره و عابد غيره تب قبل فوات الاوان