17 أبريل 2011

يسوع يغسل ارجل تلاميذه



نقرأ قول البشير "اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم احبهم الى المنتهى" اولئك الذين اعطاه الاب اعزاء على قلبه لذلك كان دمه رخيصا في عينيه فقدمه ثمنا لخلاصهم.
يقوم الرب عن العشاء و ترى لماذا؟
هل لكى يتراءى في جلاله او يكشف عن بهاء مجده الابدي؟
هل ليأمر تلاميذه ان يحنوا ركبهم في التراب امامه؟
كلا. و لكن الرب ينوى ان يفعل امرا مختلفا. ينحنى على اقدام تلاميذه ثم يشرع في غسلها الواحد تلو الواحد.. انه لم يعد يعرف تابعيه "حسب الجسد" فهو يرى فيهم اولئك الذين اعطاه الاب اياهم الذين احبهم الله حتى بذل ابنه الوحيد لاجلهم. موضوع اهتمام الرحمة الابدية والمشورة الازلية. و فوق ذلك كله كانوا معقد اماله فهم عروسه الروحية  المتسربلة بالشمس. و ها هو يراهم يمثلون امامه في الرداء الملوكي الذى هو بره الشخصي.

كم من المعاني العميقة التي ينطوي عليها هذا العمل ! فقد جاء تفسيرا قويا للكلمات التي نطق بها "ابن الانسان لم يأت ليخدَم بل ليخدم"
التلاميذ يقفون بلا حراك مأخذوين من الدهشة و ظهر عليهم الخجل اذ كانوا يتنازعون فيما بينهم ترى من هو الاعظم عندئذ شعروا بالاتضاع و احسوا بالمحبة و اللطف يعم كيانهم و بشعور من الدهشة و السرور تركوا سيدهم يفعل ما يسره ان يفعله بهم.. حتى جاء دور بطرس الذى اظهر اعتراضه .. و مهما يكن نبل الشعور الذى وجد في نفس بطرس، لكنه كان من وجهة نظر اخرى خاطئاً.
لقد ظن سمعان انه من الانسب ان يغسل هو قدمي سيده، نعم فاياك ان تنسى ان تفعل ذلك، بأن تغسلهما بدموع التوبة و لكن من الجانب الاخر دعه يغسلك و يطهرك و الا فكيف تنجو من الهلاك؟
يقول يسوع لبطرس: "لست تفهم انت الان ما انا اصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد". الا تكفي هذه الملاحظة التي ابداها الرب ؟ كلا بل على النقيض يظن سمعان انه من الواجب ان يصون كرامة سيده، فيصيح بلهجة الاصرار "لن تغسل رجلي ابدا". لقد فات بطرس ان الطاعة افضل من الذبيحة. فان كنت تريد ان تكرم يسوع فليكن ذلك بخضوعك لكلمته.
"ان كنت لا اغسلك فليس لك معى نصيب" يا له من اعلان له اهميته. فالمعنى العميق للعمل الذى قام به الرب يشع من هذه الكلمات، لما فيها من اشارة لدم الفداء و الغفران و التبرير و التطهير من الخطية.
"ان كنت لا اغسلك".
نعم انت ايها الرب يسوع الذى تفعل هذا، لانه من استطاع ان يطهر نفسه من الخطية؟
نعم ينبغي ان تغسلنا لان التعليم و التهذيب ليس بكاف.