صدر الحكم على يسوع بالموت، ثم رفعت الجلسة لوقت قصير، في اثناءها اسلم القدوس البار، الى مجموعة من الجنود الذين امعنوا في اهانته.. وقبل ان نقترب من المشهد المضطرب، في فناء دار رئيس الكهنة، دعونى اذكركم بشخصية هذا الذى عاملوه بهذه الصورة المهينة، ولوكان الشخص الذى امامنا مجرد انسان فاننا حتى ننتفض، من هول هذا التعذيب الذى لا يتفق مع كرامة الانسان.
انه وجه المحبة الالهية الذى يبصقون عليه .. قد يبدو الان قصبة مرضوضة ودودة وطأتها الاقدام. لكنه لا يزال يتمنطق بالعز والاقتدار الالهي. لم ينثلم سيفه، ولم تنكسر قوس قوته، و لكنه لا يستخدم قوته في الدفاع عن نفسه.. يصفعونه على وجهه، ولا حتى هذا يروى عطشهم للانتقام .. وجهوا اليه امر سهام السخرية، و هي المتعلقة بكونه هوالمسيا، و خاصة من جهة وظيفته كنبي، فعصبوا عينيه و اخذوا يلطمونه قائلين: " تنبأ لنا ايها المسيح من ضربك".
سأترك الستار ينسدل فوق هذا المشهد. "فمن يستطيع ان يحتمل التامل في هذا المنظر؟ و ان كان بيننا كثيرون ممن يقولون: "من هو يسوع حتى نخشاه او نتذلل امامه؟ لكنه عندما يجيب عليهم مرة، فسيطلبون من الصخور ان تسقط عليهم، و التلال ان تغطيهم، لكي يختفوا من وجه الجالس على العرش. و ليعلموا بالحرى انه خير لهم ان يقبلوا الابن، لئلا يغضب فيبيدوا من الطريق، لانه عن قليل يتقد غضبه"
"تنبأ لنا ايها المسيح". ان المستهزئين لم يتلقوا جوابا عن هذا السؤال. فليت اولئك الذين يفتشون عن الخلاص باهتمام ان يسألوا باتضاع، و لن يمضي وقت طويل، حتى تأتيهم رسالة من النعمة، هذا مضمونها: "يد الاب التي ضربتني كانت ستسحقكم، و اللعنة التى وقعت على كانت مقدرة لكم. و قد شربت كاس الغضب، التى ملأتها خطاياكم. لتملأ لكم من جديد بالرحمة الابدية. "لانه جعل الذى لم يعرف خطية خطية لاجلنا". و ان "المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا".
أليس عجيبا انه قد ترك معذبيه يمضون في سبيلهم دون عقاب ؟ و لكننا نعلم ان ما وقع عليه من الآم كان ضربات السيف، التي قال عنها الرب "اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى الصِّغَارِ.(زك13: 7). هذا هو الحل لهذا اللغز العظيم و الجواب السليم عن السؤال "من ضربك ايها المسيح؟".