عرض برنامج العاشرة منذ يومين حالة تعذيب طفلة على يد والدها لانها اخذت من الثلاجة (صباع كفتة) واكلته دون استئذان، فقام بجذبها من شعر رأسها بطريقة وحشية حتى خلع نصف فروة رأسها. وصف الطبيب حالتها بجروح قطعية عميقة تتراوح بين مليمترات الى اكثر من سنتيمتر بالاضافة الى سحجات وكدمات وجروح بانحاء الجسم.
قضية "تعذيب الاطفال" وسوء معاملتهم من قبل والديهم، من القضايا التي شغلت الاعمال الادبية منذ القديم. حيث يصوّر لنا الاديب الروسي دوستويفسكي ابوان قاما بضرب طفلة ذات سبعة اعوام بغصن شجرة، وقد سر الرجل ان الغصن كثير الفروع وقال: ان هذا يضاعف وجعه. وهكذا طفق يشيع الطفلة وجعا. ثم يتحدث على لسان شخصية من شخصيات روايته (الاخوة كرومازوف)، وهو ايفان وهو يخاطب اخاه الاصغر اليوشا قائلا: "انني اعلم علم اليقين بوجود اناس ينساقون الى وحشية تكون حقيقية مع كل ضربة يضربونها، وكلما زادوا ضربهم ازدادوا وحشية. وصرخت الطفلة حتى بح صوتها واختنق فاخذت تلهث قائلة: الرحمة! لن افعل ذلك ثانية! ان البعض مغرم بتعذيب الاطفال، بل انهم مغرمون بالاطفال لانهم مغرمون بتعذيبهم. ان عجز الاطفال هو الذي يحرّض معذبيهم عليهم. ان ما يلهب في نفوس هؤلاء نار التشفي هو تلك الثقة الملائكية المتجلية في الطفل الذي لا ناصر له. ان في كل انسان بطبيعة الحال شيطانا متخفيا. شيطان الغضب، شيطان النشوة الشهوانية التي توقدها صيحات الضحية المعذبة. لقد تعرضت تلك الطفلة التي تبلغ السابعة من عمرها الى اقسى انواع العذاب على ايديهما. لقد قاما بضربها وجلدها وركلها بلا سبب، حتى غطت الكدمات جسمها. ثم اتبعا ذلك باصناف من القسوة هي اكثر رفقا، فسجناها ليلة كاملة في البرد والصقيع، ثم ناما قريرا العين على انّات الطفلة المسكينة. انني اشقيك بكلامي هذا ، فانت لا تبدو على طبيعتك، ساصمت اذا شئت.
فتمتم اليوشا قائلا: لا بأس عليك فانني انا ايضا اريد ان اشقى.".
ويحكي " سيرجي "، وهو احد الفلاسفة الملحدين، عن موقف من مواقف عديدة كانت تحدث في الملجأ، وكيف تعرَّض للضرب المبرح من أجل عشقه للقراءة، فيقول "لقد أدركنا في الملجأ شيئًا فشيئًا الوحشية والقسوة اللتين تعتملان في قلوب مسئولي الملجأ من نحونا. فقد كان يتم عقابنا لأتفه الأسباب. كانت إحدى قوانين الملجأ تلزم كل الأطفال بالنوم قسرًا وقت الظهر، ولم أكن ألتزم بهذا القانون، فقد كان شغفي بالقراءة يجعلني أسحب اللمبة تحت الغطاء، وأواصل قراءتي. ولكن حدث ذات يوم ما ليس في الحسبان إذ أقبل عليَّ " العم نيشي " وهو نصف سكران وأخذني على حين غرة وأنا تحت الغطاء وإذ بي أجد يدًا تسحبني من تحت الغطاء وترفعني عاليًا ثم تتركني أهوي على الأرض، ثم بدأ يضربني بكلتا يديه ورجليه بمنتهى القسوة ولم يترك جزءًا من جسمي يفلت من أذاه وهو يردد أنه سيعطيني درسًا لن أنساه لأنني أقرأ وقت الظهر، وهو يردد ويفعل هذا في نشوة سكره مقهقهًا. كم كنتُ أرتعد وأنا تحت يديه من ذلك الضرب الذي يسميه هو " فيتامين ب". ثم خلع حزامه وواصل ضربي وهو يقول: أعدد نفسك جيدًا لفيتامين ب، ولم يتركني إلاَّ بعد أن كدت أموت من شدة الضرب وسط فزع الأطفال وذعرهم إذ رأوا الدم ينزف بكثرة من أماكن عديد في جسمي. لم أخف في حياتي كما في هذه اللحظة".
وفي قصة (اوليفر تويست) ايضا يصور معاناة طفل نشأ يتيما في احد ملاجئ الايتام.
وفي رواية "البؤساء" يصور لنا فيكتور هوجو معاناة الطفلة "كوزيت" على يد رجل وامرأة، تعهدا لوالدتها بالاعتناء بها مقابل مبلغ مادي تدفعه لهما شهريا. ولكن الرواية تختتم بخاتمة سعيدة، حين يأتي جان فالجان ويأخذ الطفلة ويقوم بتربيتها.
ولكن الواقع في كثير من الاحيان يكون اقسى مما تقدمه الروايات، ولا يختم بهذه النهايات السعيدة. اتذكر بهذا الخصوص ان برنامج (خلف الاسوار) عرض لحالة قتل طفلة من التعذيب او المعاملة السيئة من قبل رجل وزوجته، تعهدا برعاية ابنة احد العمال - مقابل مبلغ مالي- وذلك بعد طلاقه لزوجته.
والصورة التي في الاعلى هي صورة رجل يدفع بابنتيه لتفجير انفسيهما في مركز شرطة بالعراق.. وتنتي القصة بتفجير احدى الفتاتين في دورة المياه بالمركز ويقتل فقط شرطي واحد.
الخبر منشور هنــــــــــــــا
المراجع:
رواية اوليفر تويست - تشارلز ديكنس
البؤساء - فيكتور هوجو
رحلة الى قلب الالحاد - حلمي القمص يعقوب
فتمتم اليوشا قائلا: لا بأس عليك فانني انا ايضا اريد ان اشقى.".
ويحكي " سيرجي "، وهو احد الفلاسفة الملحدين، عن موقف من مواقف عديدة كانت تحدث في الملجأ، وكيف تعرَّض للضرب المبرح من أجل عشقه للقراءة، فيقول "لقد أدركنا في الملجأ شيئًا فشيئًا الوحشية والقسوة اللتين تعتملان في قلوب مسئولي الملجأ من نحونا. فقد كان يتم عقابنا لأتفه الأسباب. كانت إحدى قوانين الملجأ تلزم كل الأطفال بالنوم قسرًا وقت الظهر، ولم أكن ألتزم بهذا القانون، فقد كان شغفي بالقراءة يجعلني أسحب اللمبة تحت الغطاء، وأواصل قراءتي. ولكن حدث ذات يوم ما ليس في الحسبان إذ أقبل عليَّ " العم نيشي " وهو نصف سكران وأخذني على حين غرة وأنا تحت الغطاء وإذ بي أجد يدًا تسحبني من تحت الغطاء وترفعني عاليًا ثم تتركني أهوي على الأرض، ثم بدأ يضربني بكلتا يديه ورجليه بمنتهى القسوة ولم يترك جزءًا من جسمي يفلت من أذاه وهو يردد أنه سيعطيني درسًا لن أنساه لأنني أقرأ وقت الظهر، وهو يردد ويفعل هذا في نشوة سكره مقهقهًا. كم كنتُ أرتعد وأنا تحت يديه من ذلك الضرب الذي يسميه هو " فيتامين ب". ثم خلع حزامه وواصل ضربي وهو يقول: أعدد نفسك جيدًا لفيتامين ب، ولم يتركني إلاَّ بعد أن كدت أموت من شدة الضرب وسط فزع الأطفال وذعرهم إذ رأوا الدم ينزف بكثرة من أماكن عديد في جسمي. لم أخف في حياتي كما في هذه اللحظة".
وفي قصة (اوليفر تويست) ايضا يصور معاناة طفل نشأ يتيما في احد ملاجئ الايتام.
وفي رواية "البؤساء" يصور لنا فيكتور هوجو معاناة الطفلة "كوزيت" على يد رجل وامرأة، تعهدا لوالدتها بالاعتناء بها مقابل مبلغ مادي تدفعه لهما شهريا. ولكن الرواية تختتم بخاتمة سعيدة، حين يأتي جان فالجان ويأخذ الطفلة ويقوم بتربيتها.
ولكن الواقع في كثير من الاحيان يكون اقسى مما تقدمه الروايات، ولا يختم بهذه النهايات السعيدة. اتذكر بهذا الخصوص ان برنامج (خلف الاسوار) عرض لحالة قتل طفلة من التعذيب او المعاملة السيئة من قبل رجل وزوجته، تعهدا برعاية ابنة احد العمال - مقابل مبلغ مالي- وذلك بعد طلاقه لزوجته.
والصورة التي في الاعلى هي صورة رجل يدفع بابنتيه لتفجير انفسيهما في مركز شرطة بالعراق.. وتنتي القصة بتفجير احدى الفتاتين في دورة المياه بالمركز ويقتل فقط شرطي واحد.
الخبر منشور هنــــــــــــــا
المراجع:
رواية اوليفر تويست - تشارلز ديكنس
البؤساء - فيكتور هوجو
رحلة الى قلب الالحاد - حلمي القمص يعقوب