ربي، كيف اصل اليك؟
عرفتني صغيرا، واريتني محدوديتني، لأرى حقارتي، وادرك جهلي، واعطش اليك.
لا اريد شيئا، انما اريدك انت.
سأظل تائها، هائما، ابحث عنك، لارشف من نبعك.
يا من تعطر الرياحين في الحقل، وتندّي الورود، وترطّب رمال البحر اللاهبة، دعني استفيق من احلامي. ايقظني من غفلتي، حتى تنقذني.
نفسي مغمورة بجودك، وتعي وجودك.
انت ترفعها من التراب. من باطن الارض تقيمها. فهل تدري بك؟ لا ادري! اما انا فادري انني لا ادري.
ان لم تتدخل انت، وتنقذني من ذاتي التي تلهيني عنك، وتسرق وقتي وفكري، فلا تبق لك مكانا و لا زمان.
وسأظل غائبا عنك، يا من لا تغيب. لانك تحب الكل.
ايها الروح القدوس، ارتمي ساجدا امام عزتك، لمعرفتي بعدم استحقاقي. اسألك ان تردني بالتواصل، لابقى حاضرا لتلبية ما تأمرني به طوعا.
اني اثق بك كل الثقة. والثقة على قدر المحبة. لذلك اخوض المعارك ببسالة، باتكالي على قدرتك، لاغوص بسر حبك.
لابادر الى مبادرتك بالحب الواهي.
انرني. انرني، كي تمحو الغشاوة عن ناظري.
الا اقسو عليّ حتى لا تخسرني، واخسر حبك، فتعلمني وتدربني على القتال، حتى يكون النصر دائما حليفي، فتحررني من قيود الحقد والكراهية.
يا نعمتى وقوتي، اضرم فيّ نارك المقدسة، لتزيل عني كل زائف، وتحولني الى جوهرك العذب، فاصبح كلي لك.
يا من خلقتني ارحمني. فقد انتهكت حرمة العهد، ونكثت بوعدي، وسعيت للباطل، وفعلت الشر امامك،
وانت صامت، في انتظار انتصاري في مقاومتي لنفسي لاعيدها اليك.
اعدني فاعود، و لا تحاسبني على ما فعلت.
يا كلي الرأفة والحنان. تلفني وتغمرني يداك فما اسرت حريتي قط،
انما تركتني في هوة نفسي اتخبط، لاختبر غربتي، ووحدتي بدونك.
خبرت العزلة عن سماك، و موتي خارجا عن بيتك.
لو ادري ان ناظرك ينفذ الى الاعماق، لما كنت تجرأت ان اخونك.
لكن لطفك يستر عيوبي، والتفاتتك بحنو تبكيني.
حتى هفواتي، لا اطيق ان اتذكرها، فكيف بكثرة خطاياي امام عظمتك الغير محدودة.
من اجل اسمك امحو اسمي.
عفوك يا من احببتني اكثر من ذلاتي، وحتى اكثر من ذاتك.
يا عارفا باثامي و تبديد ايامي، وتبذير اتعاب الاخرين، ورعانة معاملتي.
اعدني اليك لتعلمني من جديد، و تهذب نفسي، وتروض ارادتي، وتحمي الغير مني،
لتكون في الحياة والملء.
املأ دنياهم عذوبة وسلامة، بعد ان ملأتها وحولتها انا الى جحيم.
ابعدتهم عني الا يخافوا فيصبحوا عبيدك
اسلمتهم الى رحمتك لتضع الرجاء في حياتهم، و تبقيهم ثابتين على وعدهم لك، فلا يبكون بعد.
وتملأ عيونهم بريقا من حبك، وتضع على ثغرهم بسمات من لطفك.
وفي قلوبهم سلاما ابديا لا يتزعزع.
يا مجدد كل الارض، وجامع كل عناصرها لتؤلف منها وحدة منصهرة، في جمال ابهة عزك ومجدك السرمدي.
اكاد اقارب نزاعا يذوب هنا وينطفئ عندك.
فلا ابالي بعد اليوم بتافهات العالم السائر على التغيير والتأثر، الراغب فى الهوان والانفلات من قبضتك.
ليتجوهر بنظروة منك وبك. لتخلقه من جديد، وتضع فيه روحا جديدا، ليغدو سماءا جديدا.
ما تعلمت فن الاصغاء اليك لاسمع همساتك تناجيني، و لمسات روحك تناجي روحى الثكلى بالجراح.
لو لم تسارع انت بحنوك وانحنائك عليّ يوم تعالت زفرات،
يوم رأيت انيني، واهاتي تصاعدت من اعماق نفسي.
يوم كنت بين العوسج والعليق عالقا، تائها في مسيري.
لولاك ما الدنيا وما فيها، الا هباء وسراب.
تركت ليّ الحلم، به تعزيني.
وتوقفني، لأحقق ما رسمت من جمال، لكي لا ابقى في الخيال والاوهام، لاهياً من فراغ الى فراغ.
انت وحدك تملأ كل فراغ: فراغ وحدتي، وفراغ فكري.
انت تعطي، وانا عندك وعلى بابك استعطي.
كل ما اعطيه يزول، وما تعطيه انت لا يزول، تقدمه لمن هو عطشان لمائك الحي.
بعطائك احيا، وبجودة جودك تمتعني وتفرحني.
انا لا ازال ابحث عنك، وعن جواهرك حتى ارصع نفسي الفقيرة لاغتني من مواهبك.
لأمتع بصيرتي بفن جمالك السرمدي، فأرى كل جمال هنا زائفا زائلا زائفا.
مساكين اهل الارض، يتسارعون ويتصارعون، من اجل حفنة ورماد وتراب.
ليس فيها لا ارتواء ولا جمل و لا غني باق.
سبحانك بملكك الدافق انهارا وانوار، والدافق في صنيع هذا العالم،
و يبقى حضورك ملموسا في حبك، ايها الحبيب عاشق البشرية.
صرنا لك بعد ما صرت لنا. فشابهت خليقتك تواضعا فصرت خادما لهم.
عيّروك، فلم تتغير في الوفاء بحبك.
انت باق، وقلبك لا يعرف الا الحب الفائق. انت انت الطاهر.
فلم تتلوث بجرائمهم، ولم تتلون بالوانهم. لانك اخترت ان تبيد الامراض فينا، وتجمل بالالوان لوحاتنا، فترسم حبك في اذهاننا، وتزرع الطهر في قلوبنا.
لئلا نسئ الى بعضنا البعض، فتعيد الحب الينا، فننعم بالبنوة الروحية،
فنعلم مصدرنا، وغايتنا، وحنو دعوتك لنا.
ليتنا نطاوعك، فنمشي على خطاك، متعلمين رسومك، حافظين الوديعة التي استلمناها منك.
يا حبا فاق البشر! بايدينا صنعنا المحرمات امام عيناك. و ما استهبناك، ولا احترمنا مهابتك، وتعدينا على سلطانك، واستهونّا قدرتك غير المحدودة، الى ان صرنا نستهزئ بعزتك الى اخر حدود.
وانت تبادر بالبسمة لانك انت انت.
رأيك هو هو. انت الحب الذي لا يتغير، وموقفك هو هو.
بالصمت تبادر، فتغطي عرينا، وتنير امامنا دربنا، وتتركنا نتصرف بحرية مطلقة حتى لو طعناك.
تريدنا ان نكون حبا بدورنا. ان نتشبه بك. ان نفتح المجال لتدخلك في حياتنا،
حتى تستقم سيرتنا ومسيرتنا. حتى نسير اليك انت الحب الساهر الساحر، والجاذب اليك الجميع.
يوم يعرفونك، ويقبلون اليك، ليقبلوا الارض التي عليها رجليك.
انا مريض يارب. آت اليك سائلا الشفاء، لان الشقاء قد استحوذ نفسي، حتى اصبحت كلي عللا.
قادر انت بلمسة منك. بكلمة منك. بنظرة تحنن من قبلك، ان تشفيني.
الا استجب دعائي يارب. وعاف نفسي وجسدي، لاني في ضيق شديد، و لا لي سواك.
نجني من ذاتي. لانها علة العلل فيّ. و اقض في امري، وداوني حتى ابرأ ويستقيم كل شئ فيّ.
يا ناظر الاعماق! حوّلها من مقر نجاسة الى كمال قداسة. فعليك اتوكل في كل اموري، في كل زمان، فأنت سيد الموقف.
لا تسمح ان اغيب عنك لحظة.
داوني. فجرحي اصبح بليغا للغاية. انت يا من تفتقد المسكين، وتنشله من الفخاخ، وتنقذه من العدو، وتسكنه في امان وسلام.
اقبل توبتي. وافتح لي خزائن مراحمك الابدية.
يا سروري، وموضوع بهجة حياتي، وجوابا وحيدا لكل تساؤلاتي. ورسوخ ايماني ورجائي.
اليك امض مع كل ماضيّ المؤسف والمذنب، وكلي خجل. فكيف ادخل الي بيتك بينما انا في خشية من سطاعة وجهك، ونور عدلك الرهيب؟
يا من امرت الحزن فغاب عني. وكففت دمع عيوني، وهدّأت اضطراب قلبي.
تستقبلني، وتحيطني بالكرامة، وتسير معي، صاغيا الى اعماقي المتأججة بنيران التوبة، لتنسيني ذاتي، وتهديني ذاتك.
وانا فارغ. فارغ اليدين القلب والفكر.
لا شئ عندي ابادلك به، فأرى نفس متعبة من السخافة، ومن ذروة الجهل، ومن نفاق ايامي.
انا لا اقبل ذاتي، وانت تقبلني.
انا اهرب من مقابلتك، و تأتي الي وديعا ومتواضعا.
ماذا افعل؟ بماذا ابادلك؟
كيف السبيل لأمحى امام حبك صغائري؟ وفرحك بي يرجع الىّ قناعتي فارتضى رضا، و اهنأ لذلك الذي يمحو كل معاصيّ.
يا بهجة كل الكون! حضورك عرس. كرمك غرس وحصاد.
يا سلم الكمال، و سلام المسكونة، و سماء من يعرفك!
ليتني اعرفك. اتحسر لادركك، يا من لم تعد خفيا، فقد بحت بسرك الحبيب، واحببت الحب كله.
يا مصدر كل حب! يا حب الاحباء، وجمال كل حب! لك كل بهاء ساطع في وجود محبيك.
بنظرة من لدنك، تتبع خطواتهم، وتحميهم في مسيرتهم اليك، من عبودية الارض.
انا عطشان، ويزداد عطشي يوما بعد يوم، ولا احد سواك يرويه.
الى اين اتجه؟ والى من اذهب؟ كيف ابدأ واستمر؟ هل اصل الى حل؟
يا من تنبع حياة، وتفيض لطفا وتشع ضياءا.
سر بي الى حيث يحلو لك. ازرعني من جديد، من اجل ثمار جديدة، ثمار تدوم وتشبعني.
فارتوائي من ارتواء محبيك، وشبعي من شبعهم.
لاسرور اعظم عندي من اليقظة بك.
لا روح عندي بغفلتي عنك.
فلا تسمح ان اكون بمعزل عنك، مهما قست علىّ الايام.
لان البعد عنك حرقة قلب، والابتعاد عنك موت.
رب الحياة احيني. احيني متى شردت عنك.
احيني، ردني لأكون على الموعد الدائم، وابقى على الوعد، حيث لا كلام و لا عمل.
لا كلام و لا عمل ولا مكان ولا زمان يفصلني عنك.
ابوح لك بما لا يخفى عنك. وتمنحنى الحرية من جديد، لاحيا حبك الى الابد.
لك المجد، امين.
عرفتني صغيرا، واريتني محدوديتني، لأرى حقارتي، وادرك جهلي، واعطش اليك.
لا اريد شيئا، انما اريدك انت.
سأظل تائها، هائما، ابحث عنك، لارشف من نبعك.
يا من تعطر الرياحين في الحقل، وتندّي الورود، وترطّب رمال البحر اللاهبة، دعني استفيق من احلامي. ايقظني من غفلتي، حتى تنقذني.
نفسي مغمورة بجودك، وتعي وجودك.
انت ترفعها من التراب. من باطن الارض تقيمها. فهل تدري بك؟ لا ادري! اما انا فادري انني لا ادري.
ان لم تتدخل انت، وتنقذني من ذاتي التي تلهيني عنك، وتسرق وقتي وفكري، فلا تبق لك مكانا و لا زمان.
وسأظل غائبا عنك، يا من لا تغيب. لانك تحب الكل.
ايها الروح القدوس، ارتمي ساجدا امام عزتك، لمعرفتي بعدم استحقاقي. اسألك ان تردني بالتواصل، لابقى حاضرا لتلبية ما تأمرني به طوعا.
اني اثق بك كل الثقة. والثقة على قدر المحبة. لذلك اخوض المعارك ببسالة، باتكالي على قدرتك، لاغوص بسر حبك.
لابادر الى مبادرتك بالحب الواهي.
انرني. انرني، كي تمحو الغشاوة عن ناظري.
الا اقسو عليّ حتى لا تخسرني، واخسر حبك، فتعلمني وتدربني على القتال، حتى يكون النصر دائما حليفي، فتحررني من قيود الحقد والكراهية.
يا نعمتى وقوتي، اضرم فيّ نارك المقدسة، لتزيل عني كل زائف، وتحولني الى جوهرك العذب، فاصبح كلي لك.
يا من خلقتني ارحمني. فقد انتهكت حرمة العهد، ونكثت بوعدي، وسعيت للباطل، وفعلت الشر امامك،
وانت صامت، في انتظار انتصاري في مقاومتي لنفسي لاعيدها اليك.
اعدني فاعود، و لا تحاسبني على ما فعلت.
يا كلي الرأفة والحنان. تلفني وتغمرني يداك فما اسرت حريتي قط،
انما تركتني في هوة نفسي اتخبط، لاختبر غربتي، ووحدتي بدونك.
خبرت العزلة عن سماك، و موتي خارجا عن بيتك.
لو ادري ان ناظرك ينفذ الى الاعماق، لما كنت تجرأت ان اخونك.
لكن لطفك يستر عيوبي، والتفاتتك بحنو تبكيني.
حتى هفواتي، لا اطيق ان اتذكرها، فكيف بكثرة خطاياي امام عظمتك الغير محدودة.
من اجل اسمك امحو اسمي.
عفوك يا من احببتني اكثر من ذلاتي، وحتى اكثر من ذاتك.
يا عارفا باثامي و تبديد ايامي، وتبذير اتعاب الاخرين، ورعانة معاملتي.
اعدني اليك لتعلمني من جديد، و تهذب نفسي، وتروض ارادتي، وتحمي الغير مني،
لتكون في الحياة والملء.
املأ دنياهم عذوبة وسلامة، بعد ان ملأتها وحولتها انا الى جحيم.
ابعدتهم عني الا يخافوا فيصبحوا عبيدك
اسلمتهم الى رحمتك لتضع الرجاء في حياتهم، و تبقيهم ثابتين على وعدهم لك، فلا يبكون بعد.
وتملأ عيونهم بريقا من حبك، وتضع على ثغرهم بسمات من لطفك.
وفي قلوبهم سلاما ابديا لا يتزعزع.
يا مجدد كل الارض، وجامع كل عناصرها لتؤلف منها وحدة منصهرة، في جمال ابهة عزك ومجدك السرمدي.
اكاد اقارب نزاعا يذوب هنا وينطفئ عندك.
فلا ابالي بعد اليوم بتافهات العالم السائر على التغيير والتأثر، الراغب فى الهوان والانفلات من قبضتك.
ليتجوهر بنظروة منك وبك. لتخلقه من جديد، وتضع فيه روحا جديدا، ليغدو سماءا جديدا.
ما تعلمت فن الاصغاء اليك لاسمع همساتك تناجيني، و لمسات روحك تناجي روحى الثكلى بالجراح.
لو لم تسارع انت بحنوك وانحنائك عليّ يوم تعالت زفرات،
يوم رأيت انيني، واهاتي تصاعدت من اعماق نفسي.
يوم كنت بين العوسج والعليق عالقا، تائها في مسيري.
لولاك ما الدنيا وما فيها، الا هباء وسراب.
تركت ليّ الحلم، به تعزيني.
وتوقفني، لأحقق ما رسمت من جمال، لكي لا ابقى في الخيال والاوهام، لاهياً من فراغ الى فراغ.
انت وحدك تملأ كل فراغ: فراغ وحدتي، وفراغ فكري.
انت تعطي، وانا عندك وعلى بابك استعطي.
كل ما اعطيه يزول، وما تعطيه انت لا يزول، تقدمه لمن هو عطشان لمائك الحي.
بعطائك احيا، وبجودة جودك تمتعني وتفرحني.
انا لا ازال ابحث عنك، وعن جواهرك حتى ارصع نفسي الفقيرة لاغتني من مواهبك.
لأمتع بصيرتي بفن جمالك السرمدي، فأرى كل جمال هنا زائفا زائلا زائفا.
مساكين اهل الارض، يتسارعون ويتصارعون، من اجل حفنة ورماد وتراب.
ليس فيها لا ارتواء ولا جمل و لا غني باق.
سبحانك بملكك الدافق انهارا وانوار، والدافق في صنيع هذا العالم،
و يبقى حضورك ملموسا في حبك، ايها الحبيب عاشق البشرية.
صرنا لك بعد ما صرت لنا. فشابهت خليقتك تواضعا فصرت خادما لهم.
عيّروك، فلم تتغير في الوفاء بحبك.
انت باق، وقلبك لا يعرف الا الحب الفائق. انت انت الطاهر.
فلم تتلوث بجرائمهم، ولم تتلون بالوانهم. لانك اخترت ان تبيد الامراض فينا، وتجمل بالالوان لوحاتنا، فترسم حبك في اذهاننا، وتزرع الطهر في قلوبنا.
لئلا نسئ الى بعضنا البعض، فتعيد الحب الينا، فننعم بالبنوة الروحية،
فنعلم مصدرنا، وغايتنا، وحنو دعوتك لنا.
ليتنا نطاوعك، فنمشي على خطاك، متعلمين رسومك، حافظين الوديعة التي استلمناها منك.
يا حبا فاق البشر! بايدينا صنعنا المحرمات امام عيناك. و ما استهبناك، ولا احترمنا مهابتك، وتعدينا على سلطانك، واستهونّا قدرتك غير المحدودة، الى ان صرنا نستهزئ بعزتك الى اخر حدود.
وانت تبادر بالبسمة لانك انت انت.
رأيك هو هو. انت الحب الذي لا يتغير، وموقفك هو هو.
بالصمت تبادر، فتغطي عرينا، وتنير امامنا دربنا، وتتركنا نتصرف بحرية مطلقة حتى لو طعناك.
تريدنا ان نكون حبا بدورنا. ان نتشبه بك. ان نفتح المجال لتدخلك في حياتنا،
حتى تستقم سيرتنا ومسيرتنا. حتى نسير اليك انت الحب الساهر الساحر، والجاذب اليك الجميع.
يوم يعرفونك، ويقبلون اليك، ليقبلوا الارض التي عليها رجليك.
انا مريض يارب. آت اليك سائلا الشفاء، لان الشقاء قد استحوذ نفسي، حتى اصبحت كلي عللا.
قادر انت بلمسة منك. بكلمة منك. بنظرة تحنن من قبلك، ان تشفيني.
الا استجب دعائي يارب. وعاف نفسي وجسدي، لاني في ضيق شديد، و لا لي سواك.
نجني من ذاتي. لانها علة العلل فيّ. و اقض في امري، وداوني حتى ابرأ ويستقيم كل شئ فيّ.
يا ناظر الاعماق! حوّلها من مقر نجاسة الى كمال قداسة. فعليك اتوكل في كل اموري، في كل زمان، فأنت سيد الموقف.
لا تسمح ان اغيب عنك لحظة.
داوني. فجرحي اصبح بليغا للغاية. انت يا من تفتقد المسكين، وتنشله من الفخاخ، وتنقذه من العدو، وتسكنه في امان وسلام.
اقبل توبتي. وافتح لي خزائن مراحمك الابدية.
يا سروري، وموضوع بهجة حياتي، وجوابا وحيدا لكل تساؤلاتي. ورسوخ ايماني ورجائي.
اليك امض مع كل ماضيّ المؤسف والمذنب، وكلي خجل. فكيف ادخل الي بيتك بينما انا في خشية من سطاعة وجهك، ونور عدلك الرهيب؟
يا من امرت الحزن فغاب عني. وكففت دمع عيوني، وهدّأت اضطراب قلبي.
تستقبلني، وتحيطني بالكرامة، وتسير معي، صاغيا الى اعماقي المتأججة بنيران التوبة، لتنسيني ذاتي، وتهديني ذاتك.
وانا فارغ. فارغ اليدين القلب والفكر.
لا شئ عندي ابادلك به، فأرى نفس متعبة من السخافة، ومن ذروة الجهل، ومن نفاق ايامي.
انا لا اقبل ذاتي، وانت تقبلني.
انا اهرب من مقابلتك، و تأتي الي وديعا ومتواضعا.
ماذا افعل؟ بماذا ابادلك؟
كيف السبيل لأمحى امام حبك صغائري؟ وفرحك بي يرجع الىّ قناعتي فارتضى رضا، و اهنأ لذلك الذي يمحو كل معاصيّ.
يا بهجة كل الكون! حضورك عرس. كرمك غرس وحصاد.
يا سلم الكمال، و سلام المسكونة، و سماء من يعرفك!
ليتني اعرفك. اتحسر لادركك، يا من لم تعد خفيا، فقد بحت بسرك الحبيب، واحببت الحب كله.
يا مصدر كل حب! يا حب الاحباء، وجمال كل حب! لك كل بهاء ساطع في وجود محبيك.
بنظرة من لدنك، تتبع خطواتهم، وتحميهم في مسيرتهم اليك، من عبودية الارض.
انا عطشان، ويزداد عطشي يوما بعد يوم، ولا احد سواك يرويه.
الى اين اتجه؟ والى من اذهب؟ كيف ابدأ واستمر؟ هل اصل الى حل؟
يا من تنبع حياة، وتفيض لطفا وتشع ضياءا.
سر بي الى حيث يحلو لك. ازرعني من جديد، من اجل ثمار جديدة، ثمار تدوم وتشبعني.
فارتوائي من ارتواء محبيك، وشبعي من شبعهم.
لاسرور اعظم عندي من اليقظة بك.
لا روح عندي بغفلتي عنك.
فلا تسمح ان اكون بمعزل عنك، مهما قست علىّ الايام.
لان البعد عنك حرقة قلب، والابتعاد عنك موت.
رب الحياة احيني. احيني متى شردت عنك.
احيني، ردني لأكون على الموعد الدائم، وابقى على الوعد، حيث لا كلام و لا عمل.
لا كلام و لا عمل ولا مكان ولا زمان يفصلني عنك.
ابوح لك بما لا يخفى عنك. وتمنحنى الحرية من جديد، لاحيا حبك الى الابد.
لك المجد، امين.