عِلْم اللاهوت النظامى
تأليف: القس جيمس أَنِس
اسم المُرَاجِع والمنقِّح:
الدكتور القس منيس عبد النور
راعي الكنيسة الإنجيلية
بقصر للدوبارة. القاهرة
الفهرس
المقدمة: علم اللاهوت النظامي، ماهيته والآراء المختلفة فيه (فصل 1-8)الجزء الأول: الثيولوجيا، أي الكلام في الله (فصل 9-20)
الجزء الثاني: الأنثروبولوجيا، أي الفكر اللاهوتي عن الإنسان (فصل 21-28)
الجزء الثالث: السوتيريولوجيا، أي الفكر اللاهوتي عن الخلاص (فصل 29-46)
الجزء الرابع: الإسخاتولوجيا، أي الفكر اللاهوتي عن الآخرة (فصل 47-52)
وقد اقتبست هذا من الصفحة الاولى بالكتاب:
"-
لماذا لا نكتفي بأخذ تلك العقائد الدينية على ما أعلنها الله، دون التكلُّف ببيان
علاقاتها واتفاقها؟
* (1) لأن طبيعة تفكير عقل الإنسان تتوقف على ترتيب وتنظيم ما
تحقَّقه من الحوادث والحقائق. فإذا كان لا يكتفي بأحكام علمٍ دون جمعها على ترتيبٍ
ونظام، فبالأَوْلى لا يُكتفى بدُرر الكتاب المقدس بدون نَظمها في عقدٍ واحد
لفائدته.
(2) بالنظام يحصل الإنسان على معرفةٍ أفضل مما يحصل عليها
بدونه. وهذا واضح في كل العلوم الطبيعية والعقلية والطبية وغيرها. فلا يمكن أن
نتمكن من توضيح معلَنات كتاب الله للآخرين إلا بمعرفة تلك المعلنات مفردةً، ثم معرفة
علاقتها بعضها ببعض. فلم تصل الكنيسة لمعرفة ما يتعلق بشخص المسيح إلا بعد معاناة
الدرس المدقِّق زمناً طويلاً، وجمع كل التعاليم المتفرّقة المختصّة به في كتاب
الله ومقارنتها معاً.
(3) لبيان الحق للناس وإقناعهم به. فالذي يقوم بخدمة الحق
وتعليمه والدفاع عنه لا يقدر أن يُظهره واضحاً للناس ويُقنعهم به، كما لا يقدر أن
يردّ على كل معاندٍ دون أن يجمع تعاليم الكتاب المقدس وينظمها.
(4) من مقاصد الله أن ينظم تعاليم كتابه بواسطة البشر. فكما أن
الله لا يعلّم الناس علم الأحياء أو الكيمياء، بل يُظهر لهم الحقائق التي يتألف
منها هذان العِلمان، كذلك لا يعلّمنا الله علم اللاهوت، بل أعلن لنا في كتابه
الحقائق التي بتنظيمها ينتظم هذا العِلم. وكما أن الحوادث الطبيعية ترتبط ببعضها
حسب القوانين الطبيعية، هكذا كل حقائق الكتاب المقدس ترتبط ببعضها وفقاً لطبيعة
الله وطبيعة خلائقه. وكما شاء الله أن يتأمل الناس في أعمال الخليقة ويتعلمون
علاقاتها واتفاقها، هكذا سُرَّت مشيئته أن ندرس كتابه لنرى أن حقائقه مثل النجوم،
ليست أنواراً مستقلة، بل أجزاء من كونٍ عظيم منظم، لا يوصف سموُّه وجلاله.
يمكنك التحميل من هنـــــــــا