"فبادر اليه فيلبس وسمعه يقرا النبي اشعياء فقال العلك تفهم ما انت تقرا. 31 فقال كيف يمكنني ان لم يرشدني احد.وطلب الى فيلبس ان يصعد ويجلس معه.32 واما فصل الكتاب الذي كان يقراه فكان هذا.مثل شاة سيق الى الذبح ومثل خروف صامت امام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه. 33 في تواضعه انتزع قضاؤه وجيله من يخبر به لان حياته تنتزع من الارض. 34 فاجاب الخصي فيلبس وقال اطلب اليك.عن من يقول النبي هذا.عن نفسه ام عن واحد اخر. 35 ففتح فيلبس فاه وابتدا من هذا الكتاب فبشره بيسوع"(اع8: 30-35).
إن كان ذلك الخصي قد فشل في أن يجد الرب في هيكل اورشليم، ولكن الرب وجده، فلا يمكن أن يترك الرب إنساناً يمد يده إليه دون أن يتلقى إجابة. لقد كان معه سفر إشعياء من العهد القديم، ولكنه كان في حاجة إلى إضاءة نور من العهد الجديد الذي لم يكن قد كُتب بعد، وكان فيلبس وسيلة الله إلى هذا النور الجديد. كان الله متحكم في كل الأمور ويسيطر على الزمن بكل دقة، فيصل فيلبس إلى المركبة في ذات الوقت الذي وصل فيه الخصي الحبشي إلى منتصف إشعياء53، وكان روح الرب يعمل بلطفه ليهيئه لكي يسأل هذا السؤال "عن مَنْ يقول النبي هذا؟ عن نفسه أم عن واحد آخر؟"، وهنا وجد فيلبس الطريق مهيأ بالكامل ليعلن له عن مَنْ هو المقصود في هذه النبوة: إنه "يسوع".
لقد قبل رسالة الخلاص واعتمد، وعلى الرغم من أن روح الرب قد خطف فيلبس، فهذا الخصي الحبشي ذهب في طريقه فرحاً. ففيلبس اختفى من المشهد بنفس السرعة التي ظهر بها، إنه لم يكن يبحث عن فيلبس، ولكنه كان يبحث عن المسيح. فهو عاد إلى أهله ومعه ضالته المنشودة بشخص الرب نفسه. فلم تكن أورشليم تفرّح قلبه، ولم يكن فيلبس، ولكنه كان المسيح هو مرامه وغرض قلبه، فوجده.