جاء ابن الله ليهب للانسان مفتاح السعادة الكاملة. ولعله لا توجد كلمات لوصف السعادة، و لكن المرء يعرف عندما تدخل القلب. لقد بين الرب يسوع ان حالات الحياة التي يتخوف منها الناس هي العناصر التى تجعل السعادة ممكنة، فدموعنا و الفقر و الجوع والضيقات جاز فيها قبلنا و ترك لنا هذه الكلمات الخالدة "طوبى للحزانى لانهم يتعزون"، انها تعنى ان كل حزن يحمل معه مفتاحا للسعادة، فهو الذي "يعطى دهن فرح عوضا عن النوح، و رداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة"(اش61: 3).
في بعض الاحيان يكون فراق الاحباء مفاجئا و غير متوقعا، و في احيان اخرى يذبل ذلك الشخص العزيز كما تذبل اوراق الخريف.. عندئذ تبكى راحيل على اولادها و لا تريد ان تتعزى لانهم ليسوا بموجودين. و تبكي مريم و مرثا على قبر لعازر.. و لكل هولاء يوجد عزاء بفتح القلب لله ليسكب فيه سلامه.
نحن ندخل الحياة بامال عريضة.. و بمرور الايام خابت الامال و حلت الخسائر و تلبد الجو بالغيوم. جاء الفقر و اعتلت الصحة و فترت محبة المحبين و تحطم القلب بسبب المظالم. حقا ان المتاعب التى تهاجمنا في هذه الحياة لا حصر لها! لكن المسيح يخبرنا ان السعادة يمكن توفرها في مثل هذه الظروف.
ان كثيرون اعترفوا بانهم لم يكن ممكنا لهم ان يعرفوا محبة الله لو لم تكن محبة البشر قد خيبت امالهم ، و لم يكن ممكنا لهم ان يجدوا الثروة الحقيقية لو لم يخسروا الثروة العالمية.
مقتطفات من كتاب التطويبات- ف. ب. ماير